للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصلاةِ فَيَؤمُّونهم، يَزْعُمون أنهم لا ذنوبَ لهم، فتلك التَّزْكيةُ (١).

حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا أبو حُذَيفةَ قال: ثنا شِبْلٌ، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ مثلَه.

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حَجَّاجٌ، عن ابن جُرَيجٍ، عن الأعرجِ، عن مجاهدٍ، قال: كانوا يُقَدِّمون الصِّبْيانَ أمامَهم في الدعاءِ والصلاةِ، يَؤمُّونهم، ويزعُمون أنهم لا ذنوبَ لهم، فتلك تَزْكيةٌ. قال ابن جُرَيجٍ: هم اليهودُ والنصارى.

حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا أبي، عن سُفيانَ، عن حُصَينٍ، عن أبي مالكٍ في قولِه: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ﴾. قال: نَزَلَت في اليهودِ كانوا يُقَدِّمون صِبْيانَهم، يقولون: ليست لهم ذنوبٌ (٢).

حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا أبي، عن [أبي مَكِينٍ] (٣)، عن عِكْرمةَ في قولِه: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ﴾. قال: كان أهلُ الكتابِ يُقَدِّمون الغِلمانَ الذين لم يَبْلُغوا الحِنْثَ (٤) يُصَلُّون بهم، يقولون: ليس لهم ذنوبٌ. فأنزَل اللهُ جلَّ ثناؤُه: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ﴾ الآية (٥).


(١) تفسير مجاهد ص ٢٨٣. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٧٠ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٧٠ إلى المصنف. وذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٩٧٢ عقب الأثر (٥٤٣٠) معلقًا.
(٣) في الأصل: "أبي مسكين". وينظر تهذيب الكمال ٣٠/ ٥٠.
(٤) يقال: بلغ الغلام الحنثَ، أي الإدراك والبلوغ، وهو مجاز. وقيل: إذا بلغ مبلغا جرى عليه القلم بالطاعة والمعصية. وقيل: الحنث الحُلُمُ. تاج العروس (ح ن ث).
(٥) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٧٠ إلى المصنف، وذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٩٧٢ عقب الأثر (٥٤٣٠) معلقا. وأخرج ابن أبي حاتم ٣/ ٩٧٢ (٥٤٣٠) نحوه من طريق آخر عن عكرمة عن ابن عباس.