للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخَرَج من بلده؟ قال: بل أنتم خيرٌ وأهدَى. فنزلت فيه: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا﴾ (١).

حدَّثني محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ مُفَضَّلٍ، قال: ثنا أسباطُ، عن السُّدِّيِّ، قال: لمَّا كان من أمرِ رسول الله واليهود من (٢) النَّضير ما كان، حين أتاهم يستعِينُهم (٣) في دية العامِريَّين، فهَمُّوا به وبأصحابه، فأطَلع الله رسوله على ما هَمُّوا به من ذلك، ورجع رسولُ الله إلى المدينة، هرب (٤) كعبُ بنُ الأشرف حتى (٥) أتَى مكةَ، فعاهَدهم (٦) على محمدٍ ، فقال له أبو سُفيانَ: يا أبا سعيدٍ (٧)، إنكم قومٌ تَقْرءُون الكتاب، وتَعْلَمون، ونحن قومٌ لا نَعلَمُ، فأخبرنا؛ دينُنا خيرٌ أم دينُ محمدٍ؟ قال كعبٌ: اعرِضُوا عليَّ دينكم. فقال أبو سُفيانَ: نحن قومٌ نَنحَرُ الكَوْماءَ، ونسقى الحَجيج الماءَ، ونَقْرِى الضيفَ، ونَعْمُرُ بيت ربِّنا، ونعبدُ آلهتنا التي كان يَعبُدُ آباؤنا، ومحمدٌ يأمُرُنا أن نَترُكَ هذا ونَتَّبِعُه. قال: دينُكم خيرٌ من دينِ محمدٍ، فاثبُتُوا عليه، ألا ترون أن محمدًا يزعم أنه بُعث بالتَّواضع، وهو يَنكِحُ من النساء ما شاء، وما نَعلَمُ مُلْكًا أعظم مِن مُلْكِ النساءِ. فذلك حين يقول جلَّ ثناؤه: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ


(١) تفسير عبد الرزاق ١/ ١٦٤، ١٦٥.
(٢) في م: "بنى".
(٣) في الأصل: "يستغيثهم".
(٤) سقط من: س، وفى الأصل: "و"، وفى م: "فهرب".
(٥) في الأصل: "حين".
(٦) في الأصل: "فعادهم".
(٧) في ص، م، ت ١: "سعد".