للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قال: ثنا إسماعيلُ بن إبراهيمَ، عن عبدِ الرحمنِ بن إسحاقَ، عن الزهريِّ، عن عروةَ، قال: خاصَم الزبيرَ رجلٌ مِن الأنصارِ في شَرْجٍ مِن شراجِ (١) الحَرَّةِ، فقال رسولُ اللهِ : "يا زُبيرُ، أَشْرِبْ ثم خلِّ سبيلَ الماءِ". فقال الذي مِن الأنصارِ [مِن بني أميةَ] (٢): اعْدِلْ يا نبيَّ اللهِ وإن كان ابنَ عمتِك. قال: فتَغَير وجه رسول الله حتى عُرف أن قد ساعه ما قال، ثم قال: و يا زبير، احْبِسِ الماءَ إلى الجَدْرِ - أو: إلى الكعبين - ثم خلِّ سبيلَ الماءَ". قال: ونزَلت: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ﴾ (٣).

حدَّثني عبدُ اللهِ بنُ عميرٍ (٤) الرازيُّ، قال: ثنا عبدُ اللهِ بنُ الزبيرِ، قال: ثنا سفيانُ، قال: ثنا عمرُو بنُ دينارٍ، عن سلمةَ؛ رجلٍ من ولدِ أمِّ سلمةَ، عن أمِّ سلمةَ، أن الزبيرَ خاصَم رجلًا إلى النبيِّ ، فقضَى النبيُّ الزبيرِ، فقال الرجلُ لما قضَى للزبيرِ: أن كان ابن عمَّتِك؟ فأنزَل اللهُ: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ﴾. إلى: ﴿وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ (٥).


= (١٣٦٣، ٣٠٢٧)، والنسائى (٥٤٣١)، وابن ماجه (١٥، ٢٤٨٠)، والطحاوى في المشكل (٦٣٣) وابن حبان (٢٤) من طرق عن الليث بن سعد، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عبد الله بن الزبير به (ليس في إسناده الزبير) وسيأتي عن عروة مرسلًا.
(١) في الأصل: "شرج".
(٢) سقط من: م. وبنو أمية هم بنو زيد بن قيس بن عامر بن مرة بن مالك بن الأوس، وليسوا بني أمية بن عبد شمس، فهؤلاء قرشيون. ينظر جمهرة أنساب العرب ص ٣٤٥.
(٣) أخرجه يحيى بن آدم (٣٣٧)، والبخارى (٢٣٦١، ٢٣٦٢، ٤٥٨٥)، والبيهقى ٦/ ١٥٤ من طرق عن الزهري به.
(٤) في الأصل: "عمر".
(٥) أخرجه الحميدى (٣٠٠)، وسعيد بن منصور في سننه (٦٦٠ - تفسير)، والطبراني في الكبير ٢٣/ ٢٩٤ (٦٥٢)، والواحدى في أسباب النزول ص ١٢٢ من طريق سفيان به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢٠/ ١٨٠ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.