للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَشْتَهون، وما يَدْعُون به، فهم في روضةٍ يُخبَرون ويَتَنعَّمون فيه" (١).

[حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: حدَّثنا جريرٌ، عن عطاءٍ، عن عامرٍ، قال: جاء رجلٌ من الأنصارِ إلى النبيِّ ، وهو يبكى، فقال: "ما يبكيك يا فلانُ؟ " قال: يا نبيَّ اللهِ، والذي لا إلهَ إلا هو لأنتَ أحبُّ إليَّ من أهلي ومالي، واللهِ الذي لا إله إلا هو لأنت أحبُّ إليَّ من نفسى وأبى، نذكُرُك أنا وأهلى فيأخذُنى الجُنونُ حتى أتألمَ، فذكرتُ موتَك وموتى، فعَرفتُ أنى لن أجامعَك إلا في الدنيا، وأنك تُرفَعُ مع الشرفِ، وعرَفتُ أنى إن أُدخِلتُ الجنةَ كنتُ في منزلٍ أَدْنَى من مَنزِلِك. فلم يردَّ النبيُّ شيئًا، فأنزَل اللهُ جلَّ ثناؤه: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ الآية (٢)] (٣).

وأما قولُه جلَّ ثناؤه: ﴿ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ﴾. [فإنه يقولُ: كونُ من أطاع الله والرسولَ مع الذين أنعمَ اللهُ عليهم من النبيين والصدِّيقين والشهداءِ والصالحينَ، الفضلُ من اللهِ] (٤). يَقُولُ: ذلك عطاءُ اللهِ إياهم وفضلُه عليهم، لا باستيجابِهم (٥) ذلك لسابقةٍ سبَقت لهم.


(١) في الأصل: "فيها".
والأثر ذكره ابن كثير في تفسيره ٢/ ٣١٠ نقلا عن المصنف، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٨٢ إلى المصنف مختصرًا إلى قوله: "يثنون عليه".
(٢) أخرجه سعيد بن منصور في سننه (٦٦١ - تفسير)، من طريق عطاء بن السائب به نحوه، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٨٢ إلى ابن المنذر.
(٣) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س. وقد ذكر هذا الأثر ابن كثير في تفسيره ٢/ ٣١١ عن عطاء، عن عامر، عن ابن عباس. ثم قال: وقد رواه ابن جرير، عن ابن حميد، عن جرير، عن عطاء، الشعبي، مرسلًا. وينظر تخريجه في الحاشية التالية.
(٤) سقط من: الأصل، س.
(٥) في الأصل، س: "باستحقاقهم".