للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسولُ اللهِ ، أو ذَوو أمرِهم، هم (١) الذين يتولَّوْن (٢) الخبرَ عن ذلك، بعدَ أن تثبُتَ عندَهم صِحَّتُه أو بُطولُه، فيُصحِّحوه إن كان صحيحًا، أو يُبْطِلوه إن كان باطلًا، ﴿لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾. يقولُ: لعَلِم حقيقةَ ذلك الخبرِ الذي جاءهم به، الذين يَبْحَثون عنه، ويَسْتَخرِجونه ﴿مِنْهُمْ﴾، يعنى مِن أولى الأمرِ. والهاءُ والميمُ في قولِه: ﴿مِنْهُمْ﴾ مِن ذكْرِ أُولى الأمرِ، يقولُ: لَعَلِم ذلك مِن أُولى الأمرِ مَنْ (٣) يَستَنْبِطُه.

وكلُّ مُسْتَخْرِجٍ شيئًا كان مُسَتَّرًا (٤) عن إبصارِ العيونِ، أو عن مَعَارِفِ القلوبِ، فهو له مُسْتَنبِطٌ، يقالُ: استَنْبَطْتُ الرَّكِيَّةَ (٥). إذا استَخرَجتَ ماءَها، ونَبَطْتُها أَنْبِطُها [وأنبُطُها نُبُوطًا، وقيل: إن النَّبَطَ (٦) دُعُوا نَبَطًا مِن ذلك؛ لاستنباطِهم الأرضَ، أو الماءَ، أي: استخراجِهم] (٧). والنَّبَطُ: الماءُ المُسْتَنبَط مِن الأرضِ. ومنه قولُ الشاعرِ (٨):


(١) في الأصل: "بهم".
(٢) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س "يقولون".
(٣) في الأصل: "ممن".
(٤) في ص، ت ١: "متسترا"، وفى م، ت ٢، ت ٣، س "مستترا".
(٥) الركية: البئر تحفر، والجمع رُكِيٍّ ورَكايا. اللسان (ر ك و).
(٦) النبط: جيل ينزلون السواد. وفي المحكم: ينزلون سواد العراق، وهم الأنباط. اللسان (ن ب ط).
(٧) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س.
(٨) في الأصل: "النابغة". والبيت في أمالي القالي ٢/ ١٤٩ لكعب بن سعد الغنوى، وقيل: لسهم الغنوى، وهو من قوم كعب وليس بأخيه، وفى الأصمعيات ص ١٠٠ ضمن قصيدة نسبها الأصمعي لغريقة بن مسافع العبسى، وقد نسبه محققا الكتاب إلى الخطأ أو الوهم، وجزما بنسبة القصيدة كلها لكعب بن سعد الغنوى. وكذا هو في اللسان وأساس البلاغة ما (ن ب ط) منسوب لكعب، ومعنى (قريب ثراه): قريب خيره و (قطوب): عبوس.