للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا﴾ الآية (١).

حدَّثنا ابن حُميدٍ، قال: ثنا سلَمةُ، عن محمدِ بن إسحاقَ، عن يزيدَ بن (٢) عبدِ اللهِ بن قُسَيْطٍ، عن أبي القعقاعِ بن عبدِ اللهِ بن أبي حَدْرَدٍ الأَسْلَميِّ، عن أبيه عبد اللهِ بن أبي حَدْرَدٍ، قال: بعَثنا رسولُ اللهِ إلى إِضَمٍ (٣) فَخَرَجت في نفرٍ مِن المسلمين فيهم أبو قتادةَ الحارثُ بنُ رِبْعِيٍّ، ومُحَلِّمُ بن جَثَّامَةَ بن قيسٍ الليثيُّ، فخرَجنا حتى إذا كنا ببطنِ إِضَمٍ، مرَّ بنا عامرُ بنُ الأضبطِ الأَشْجَعيُّ على قعودٍ (٤) له، معه مُتَيِّعٌ (٥) له ووَطْبٌ (٦) مِن لبنٍ، فلمَّا مرَّ بنا سلَّم علينا بتحيةِ الإسلامِ، فأمْسَكنا عنه، وحمَل عليه مُحَلِّمُ بنُ جَثَّامَةَ الليثيُّ لشيءٍ كان بينه وبينه، فقتَله وأخَذ بعيَره ومُتَيِّعَه؛ فلمَّا قدِمْنا على رسولِ اللهِ فأخْبَرناه (٧) الخبرَ، نزَل فينا القرآن: (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيلِ اللهِ فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلمَ لست مؤمنًا) الآية (٨).

حدَّثني هارونُ بنُ إدريسَ الأصمُّ، قال: ثنا المُحاربيُّ عبدُ الرحمنِ بن محمدٍ،


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٢٠٠ إلى المصنف.
(٢) في م: "عن".
(٣) إضم: وادٍ دون المدينة. معجم ما استعجم ١/ ١٦٥، ١٦٦.
(٤) القعود: البعير المتخذ للركوب. شرح غريب السيرة ٣/ ١٧٣.
(٥) المتيع: تصغير المتاع.
(٦) الوطب: الزق الذي يكون فيه السمن واللبن، وهو جلد الجذع فما فوقه. النهاية ٥/ ٢٠٣.
(٧) في م: "وأخبرناه".
(٨) أخرجه المصنف في تاريخه ٣/ ٣٥، ٣٦ عن ابن حميد به، وأخرجه ابن أبي شيبة ١٤/ ٥٤٧، وأحمد ١١/ ٢٩١ - ميمنية، وابن أبي حاتم ٣/ ١٠٤٠ (٥٨٢٦)، والبيهقي في الدلائل ٤/ ٣٠٥، والواحدى في أسباب النزول ص ١٢٩ من طرق عن ابن إسحاق به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٩٩، ٢٠٠ إلى ابن سعد وابن المنذر وأبي نعيم في الدلائل.