للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عُروةُ: قالت عائشةُ: ثم إن الناسَ (١) اسْتَفْتَوْا رسولَ بعدَ هذه الآيةِ فيهن، فأنزَل اللهُ ﴿وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ﴾ قالت: والذي ذكَر اللهُ أنه يُتْلَى في الكتابِ، الآيةُ الأولَى التي قال فيها: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ﴾ (٢).

حدَّثني المُثنى، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثنى الليثُ، قال: ثنى يونسُ، عن ابن شهابٍ، عن عُروةَ، عن عائشةَ مثلَه.

فعلى هذه الأقوالِ الثلاثةِ التي ذكَرناها؛ "ما" التي في قولِه: ﴿وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ﴾ في موضِعِ خَفْضٍ بمعنى العطفِ على الهاءِ والنونِ التي في قولِه: ﴿يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ﴾. فكأنهم وَجَّهوا تأويلَ الآيةِ: قُلِ اللهُ يُفْتِيكم أيُّها الناسُ في النساءِ وفيما (٣) يُتْلَى عليكم في الكتابِ (٤).

وقال آخرون (٥): نزَلتْ هذه الآيةُ على رسولِ اللهِ في قومٍ مِن أصحابِه سأَلوه عن أشياءَ مِن أمرِ النساءِ، وترَكوا المسألةَ عن أشياءَ أُخَرَ كانوا يَفْعَلُونها، فأَفْتاهم اللهُ فيما سَأَلوا عنه، وفيما ترَكوا المسألةَ عنه.


(١) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "النساء".
(٢) تقدم تخريجه في ٦/ ٣٥٩.
(٣) في الأصل: "ما".
(٤) ينظر معاني القرآن ١/ ٢٩٠.
(٥) بعده في الأصل: "معنى ذلك: قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب". وبعده في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "معنى ذلك: قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب. وقال آخرون".