للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا يَسْتقيمون على حقٍّ (١).

والآخرُ: ما حدَّثنا به المُثَنَّى بنُ إبراهيمَ، قال: حدَّثنا أبو صالحٍ، قال: حدَّثني معاويةُ بنُ صالحٍ، عن عليِّ بنِ أبي طلحةَ، عن ابنِ عباسٍ: ﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا﴾ إلى آخِرِ الآيةِ: هذا مثَلٌ ضرَبه اللهُ للمنافقين أنهم كانوا يعتزُّون (٢) بالإسلامِ، فيناكحُهم المسلمون، [ويُوارِثونهم] (٣)، ويقاسمونهم الفَيْءَ، فلما ماتوا سلَبهم اللهُ ذلك العزَّ، كما سلَب صاحبَ النارِ ضوءَه، ﴿وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ﴾. [يقولُ: في] (٤) عذابٍ (٥).

والثالثُ: ما حدَّثني به موسى بنُ هارونَ، قال: حدَّثنا عمرٌو، قال: حدَّثنا أسباطُ، عن السُّدِّيِّ في خبرٍ ذكَره عن أبي مالكٍ، وعن أبي صالحٍ، عن ابنِ عباسٍ، وعن مُرَّةَ، عن ابنِ مسعودٍ، وعن ناسٍ من أصحابِ النبيِّ : ﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ﴾: زعَم أن أُناسًا دخَلوا في الإسلامِ مقدَمَ النبيِّ المدينةَ، ثم إنهم نافقوا، فكان مثَلُهم كمثَلِ رجلٍ كان في ظلمةٍ، فأوْقَد نارًا فأضاءت له (٦) ما حولَه


(١) سيرة ابن هشام ١/ ٥٣٢، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٥٢ (١٦٨) من طريق سلمة به، وستأتي بقية هذا الأثر في ص ٣٤٧، ٣٤٩، ٣٦٧، ٣٨١.
(٢) في ر: "يغترون"، وفي ت ٢: "يعبرون".
(٣) سقط من: ص.
(٤) في ت ١: "قال".
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٥٠ (١٥٨) من طريق أبي صالح به إلى قوله: ضوءه. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٣٢ إلى ابن المنذر والصابوني في المائتين. وستأتي بقية هذا الأثر في ص ٣٤٨.
(٦) سقط من: ص، ت ١.