للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا بِشْرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ﴾. يقولُ: ليسوا بمؤمنين مخلِصين، ولا مشركين مصرِّحين بالشركِ. قال: وذُكر لنا أن نبيَّ الله ﷺ كان يَضْرِبُ مَثَلًا للمؤنِ وللمنافقِ واللكافرِ، كمثلِ رَهْطٍ ثلاثةٍ دَفَعوا إلى نهرٍ، فَوَقَع المؤمنُ فقَطَع، ثم وقَع المنافقُ، حتى إذا كاد يَصِلُ إلى المؤمنِ، نَاداه الكافرُ أَن هَلُمَّ إليَّ، فإني أخشَى عليك. وناداه المؤمنُ: أَن هَلُمَّ إليَّ؛ فإن عندى وعندى. يُحْصِى له ما عندَه، فما زالَ المنافِقُ يَتردَّدُ بينَهما، حتى أتَى عليه آذِيٌّ (١) فَغَرَّقه، وإن المنافِقَ لم يَزَلْ فِي شَكٍّ وشبهةٍ، حتى أتى عليه الموتُ وهو كذلك. قال: وذُكِر لنا أن نبيَّ اللهِ ﷺ كان يقولُ: "مَثَلُ المُنافِقِ كَمَثَل ثاغيَةٍ (٢) بينَ غَنَمَين، رأت غنمًا عَلى نَشَزٍ (٣)، فأتَتْها وشامَّتْها (٤) فلم تَعْرِفُ، ثم رأت غَنَمًا على نَشَزٍ، فأَتَتْها وشامَّتْها فلم تَعْرِفُ" (٥).

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِه: ﴿مُذَبْذَبِينَ﴾. قال: المنافقون (٦).

حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا أبو حُذَيفةَ، قال: ثنا شِبْلٌ، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ﴾. يقولُ: لا إلى


(١) في م:: "الماء". والآذى: الموج الشديد. النهاية ١/ ٣٤.
(٢) الثاغية الشاة. اللسان (ت غ و)
(٣) النشز: المرتفع من الأرض. النهاية ٥/ ٥٥.
(٤) سقط مِن: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س. وشامتها: تشممتها لتعريفها.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم ٤/ ١٠٩٧ (٦١٤٧) من طريق يزيد بن زريع به مقتصرًا على قول قتادة دون المرفوع وقد ذكره ابن كثير ٢/ ٣٩٢ والمنتقى في الكنز (٨٦٩) عن المصنف، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٢٣٦ إلى ابن المنذر.
(٦) تفسير مجاهد ص ٢٩٥. ومن طريقه أخرجه ابن أبي حاتم ٤/ ١٠٩٧ (٦١٤٥).