للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو جعفرٍ: اخْتَلف أهلُ التأويلِ فى معنى ذلك؛ فقال بعضُهم: معنى ذلك: ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ﴾. يعني بعيسي، ﴿قَبْلَ مَوْتِهِ﴾، يعني: قبلَ موتِ عيسى. يُوجِّهُ ذلك إلى أن جميعَهم يصدِّقون به إذا نزَل لقتلِ الدجَّالِ، فتصيرُ المللُ كلُّها واحدةً، وهى ملةُ الإسلامِ الحنيفيةُ، دينُ إبراهيمَ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابن بشارٍ، قال: ثنا عبدُ الرحمنِ، قال: ثنا سفيانُ، عن أبي حَصِينٍ، عن سعيدِ بن جُبيرٍ، عن ابنِ عباسٍ: ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ﴾. قال: قبل (١) موتِ عيسى ابنِ مريمَ (٢).

حدَّثنا ابنُ وكيعٍ، قال: ثنا أبي، عن سفيانَ، عن أبي حَصينٍ، عن سعيدِ بنِ جبيرٍ، عن ابنِ عباسٍ: ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ﴾. قال: قبلَ موتِ عيسى (٣).

حدَّثني يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قال: ثنا هُشيمٌ، قال: أخبرنا حُصينٌ، عن أبى


= وبعد هذا الأثر فى ص: "نجز الجزء السابع من كتاب البيان بحمد الله وعونه وحسن توفيقه وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم. الحمد لله رب العالمين. يتلوه فى أول الثامن إن شاء الله تعالى القولُ في تأويلِ قوله: ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ﴾ وكان الفراغ منه فى شهر ربيع الأول سنة خمس عشرة وسبعمائة، غفر الله لمؤلفه ولصاحبه ولكاتبه ولمن طالع فيه ودعا لهم بالمغفرة ورضى الله تعالى والجنة والجميع المسلمين. آمين يارب العالمين. بسم الله الرحمن الرحيم، رب يسر برحمتك يا كريم".
(١) سقط من: الأصل، ص، ت ١، س.
(٢) تفسير سفيان ص ٩٨ وأخرجه الحاكم ٢/ ٣٠٩ من طريق سفيان به بلفظ: "خروج عيسى ابن مريم صلوات الله عليه" وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم فى تفسيره ٤/ ١١١٤ (٦٢٥٤)، وابن عساكر في تاريخ دمشق ١٤/ ١٠١ (مخطوط) من طرق عن سفيان به.