للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بظلمٍ ظلَموه، وبَغْيٍ بَغَوْه، حُرِّمت عليهم أشياءُ ببغيِهم وبظلمِهم (١).

وقولُه: ﴿وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا﴾. يعنى: وبصدِّهم عبادَ اللهِ عن دينِه وسبيلِه (٢) التي شرعَها (٣) لعبادِه صدًّا كثيرًا.

وكان صدُّهم عن سبيلِ اللهِ بقولِهم على اللهِ الباطلَ، وادِّعائِهم أن ذلك عن اللهِ، وتبديلهم كتابَ اللهِ، وتحريفِ معانيه عن وجُوهِه. وكان من عظيمِ ذلك جحودُهم نبوةَ نبيِّنا محمدٍ ، وتركُهم بيانَ ما قد علِموا من أمرِه لمن جهِل أمرَه من الناسِ. وبنحوِ ذلك كان مجاهدٌ يقولُ.

حدَّثنا محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، وحدَّثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفةَ، قال: ثنا شبلٌ، جميعًا عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِ اللهِ: ﴿طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا﴾. قال: أنفسَهم وغيرَهم عن الحقِّ (٤).

وقولُه: ﴿وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا﴾. وهو أخذُهم ما أَفْضَلوا على رءوسِ أموالِهم؛ لفضلِ تأخيرٍ في الأجَلِ بعدَ مَحِلِّها.

وقد بيَّنتُ معنى الرِّبا فيما مضى قبلُ، بما أغنى عن إعادتِه (٥).

﴿وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ﴾. يعنى: عن أخذِ الرِّبا.


(١) عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٢/ ٢٤١ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٢) فى ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "سبله".
(٣) فى م: "شرحها".
(٤) تفسير مجاهد ص ٢٩٦.
(٥) ينظر ما تقدم في ٥/ ٣٧، ٣٨.