للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرَّبيع بن خُثَيم (١) فى قولِه: ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ﴾. قال: أَوْحَى اللهُ إليه كما أَوْحَى إلى جميعِ النبيِّين مِن قبلِه (٢).

وذُكِر أن هذه الآيةَ نزَلت على رسولِ اللهِ ؛ لأن بعضَ اليهودِ لما فضَحهم اللهُ بالآياتِ التى أَنْزَلها على رسولِه ، وذلك من قولِه: ﴿يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ﴾. فتلا ذلك عليهم رسولُ اللهِ قالوا (٣): ما أَنْزَل اللهُ على بشرٍ من شيءٍ من بعدِ موسى. فأَنْزَل اللهُ هذه الآياتِ تكذيبًا لهم، وأَخْبَر نبيَّه والمؤمنين به أنه قد أَنْزَل عليه بعدَ موسى، وعلى من سمَّاهم فى هذه الآيةِ، وعلى آخرِين لم يسمِّهم.

كما حدَّثنا أبو كُريبٍ، قال: ثنا يونسُ بنُ بكيرٍ، وحدثنا ابنُ حُميدٍ، قال: ثنا سَلَمةُ، عن محمدِ بن إسحاقَ، قال: ثنى محمدُ بنُ أبي محمدٍ مولى زيدِ بنِ ثابتٍ، قال: ثني سعيدُ بنُ جبيرٍ، أو عكرمةُ، عن ابنِ عباسٍ، قال: قال سُكَينٌ [وعدىُّ بنُ زيدٍ] (٤): يا محمدُ، ما نعلَمُ اللَّهَ أَنْزَل على بشرٍ من شيءٍ بعدَ موسى. فَأَنْزَلَ اللَّهُ فى ذلك من قولِهما: ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ﴾. إلى آخرِ الآياتِ (٥).


(١) فى الأصل، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "خيثم".
(٢) عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٢/ ٢٤٦ إلى المصنف.
(٣) فى ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "قال".
(٤) فى الأصل "وعدنى أبو زيد" وفى ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "وعدى بن ثابت" وفى تفسير ابن أبى حاتم ودلائل النبوة للبيهقى: "وعدى بن يزيد". والمثبت من سيرة ابن هشام والدر المنثور، وقد ذكره ابن هشام ضمن من ذكرهم من يهود بنى قينقاع هو وصاحبه سكين بن أبى سكين ٢/ ٥١٤.
(٥) سيرة ابن هشام ٢/ ٥٦٢، وأخرجه البيهقى فى الدلائل ٢/ ٥٣٥ من طريق يونسُ بن بكير به. وأخرجه ابن أبي حاتم فى تفسيره ٤/ ١١١٨ (٦٢٧٨) من طريق سلمة عن ابن إسحاق من قوله، وعزاه السيوطي فى الدر المنثور ٢/ ٢٤٦ إلى ابن المنذر.