للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن الزهرىِّ، عن أبي بكرِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ الحارثِ بنِ هشامٍ، قال: أخبرنى جُزَىُّ (١) بنُ جابرٍ الخَثْعَمىُّ، قال: سمِعتُ كعباً يقولُ: إن اللهَ لما كلَّم موسى، كلّمه بالألسنةِ كلِّها قبلَ كلامِه -يعنى كلامَ موسى- فجعَل موسى يقولُ: يا ربِّ، لا أفهَمُ. حتى كلَّمه بلسانِه آخرَ الألسنةِ، فقال: يا ربِّ، هكذا كلامُك؟ قال: لا، ولو سمِعتَ كلامي -أى على وجهِهِ- لم تكُ (٢) شيئًا (٣).

قال ابنُ وكيعٍ (٤)، قال أبو أسامةَ: وزادني أبو بكرٍ الصَّغَانىُّ (٥) فى هذا الحديثِ: أن موسى قال: يا ربِّ، هل فى خلقِك شيءٌ يُشْبِهُ كلامَك؟ قال: لا، وأقربُ خلقِى (٦) شبهًا بكلامى، أشدُّ ما يسمَعُ الناسُ من الصواعقِ.

حدَّثنا ابنُ وكيعٍ، قال: ثنا أبو أسامةَ، عن عمرَ (٧) بن حمزةَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ (٨)، قال: سمِعتُ محمدَ بنَ كعبٍ القُرَظىَّ يقولُ: سئِل موسى: ما شبَّهتَ كلامَ ربِّك مما خلَق؟ فقال موسى: الرعدُ الساكنُ (٩).


(١) فى م: "جزء". وقد اختلف فى اسمه على الزهرى. ينظر التاريخ الكبير ٢/ ٢٥٦، والجرح ٢/ ٥٤٦، ٥٤٧.
(٢) فى الأصل: "يك".
(٣) تفسير عبد الرزاق ٢/ ٢٣٨، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٣/ ١١٥ إلى ابن أبى حاتم والبيهقي فى الأسماء والصفات.
(٤) فى ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "كعب".
(٥) أبو بكر الصغاني شيخ الطبرى، ولا شك أن أبا أسامة لم يرو عنه قط، فواضح أن القائل: وزادني أبو بكر الصغانى هو المصنف، فإما أن يكون سقط من الناسخ شيء، أو أن يكون المملى أراد أن ينتقل إلى الإسناد التالي فأملى صدر الإسناد ثم عاد لما فاته من تتمة كلام الطبرى، أفاده الشيخ محمود شاكر فى تعليقه ٩/ ٤٠٥.
(٦) فى الأصل: "خلقا".
(٧) فى الأصل: "عمرو". وينظر تهذيب الكمال ٢١/ ٣١١.
(٨) فى ص: "عمرو".
(٩) كذا فى النسخ والدر المنثور، وقد تكون: "الساكب". من سكب الماء بمعنى صبه. ينظر التاج (س ك ب). والأثر عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٣/ ١١٥ إلى المصنف وابن المنذر.