للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإقلاعِ عن ضلالتِهم، ولا يثوبون (١) إلى الإنابةِ من نفاقِهم، فآيَس المؤمنين من أن يُبْصِرَ هؤلاء رُشْدَا، ويقولوا حقًّا، أو يسمَعوا داعيًا إلى الهدَى، أو أن يذَّكَّروا فيتوبوا من ضلالتِهم، كما آيَس من توبةِ قادةِ كفارِ أهلِ الكتابِ والمشركين وأحبارِهم، الذين وصَفهم بأنه قد ختَم على قلوبهم وعلى سمِعهم، وغشَّى على أبصارِهم.

وبمثلِ الذي قلنا في تأويلِ ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ من قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: حدَّثنا يزيدُ، قال: حدَّثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ﴾ أي: لا يتوبون ولا يذَّكَّرون (٢).

حدَّثني موسى بنُ هارونَ، قال: حدَّثنا عمرُو بنُ حمّادٍ، قال: حدَّثنا أسباطُ، عن السُّدِّيِّ في خبرٍ ذكَره عن أبي مالكٍ، وعن أبي صالحٍ، عن ابنِ عباسٍ، وعن مُرَّةَ، عن ابنِ مسعودٍ، وعن ناسٍ من أصحابِ النبيِّ : ﴿فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ﴾ (٣): إلى الإسلامِ (٤).

وقد رُوِي عن ابنِ عباسٍ قولٌ يُخالِفُ معناه معنى هذا الخبرِ (٥)، وهو ما حدَّثنا به ابنُ حُميدٍ، قال: حدَّثنا سلمةُ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ، عن محمدِ بنِ أبي محمدٍ


(١) في ص، م، ت ١، ت ٢: "يتوبون".
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٥٣ (١٧٩) من طريق يزيد به. وهو تمام الأثر المتقدم في ص ٣٣٩.
(٣) بعده في ص، ر: "فهم لا يرجعون".
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٣٢ إلى المصنف عن ابن مسعود وناس من الصحابة. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٥٣ (١٧٨) من طريق عمرو، عن أسباط، عن السدي من قوله. وتقدم أول هذا الأثر في ص ٣٣٧.
(٥) في ر، ت ٢: "القول".