للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فَلسْتَ لإِنْسِيٍّ (١) ولكنْ لمَلْأكٍ (٢) … تَنَزَّلَ من جوِّ السماءِ يَصوبُ

وكما قال علقمةُ بنُ عَبَدةَ (٣):

كأنَّهُمُ صابتْ عليهم سَحَابةٌ … صواعِقُها لطَيْرِهنَّ دَبيبُ

فلا تَعْدِلي بَيْني وبينَ مُغَمَّرٍ (٤) … سُقِيتِ (٥) رَوَايا (٦) المُزْنِ (٧) حينَ (٨) تَصوبُ

يعني: حينَ تنحدِرُ.

وهو في الأصلِ صَيْوِبٌ، ولكنَّ الواوَ لمّا سبَقتها ياءٌ ساكنةٌ، صُيِّرتا جميعًا ياءً مشددةً، كما قيل: سيِّدٌ، من سادَ يسودُ، وجيِّدٌ، من جاد يجودُ. وكذلك تفعَلُ العربُ بالواوِ إذا كانت متحرِّكةً وقبلَها ياءٌ ساكنةٌ، تصيِّرُهما جميعًا ياءً مشددةً.

وبما قلنا من القولِ في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ من قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ إسماعيلَ الأَحْمَسيُّ، قال: حدَّثنا محمدُ بنُ عُبيدٍ، قال:


= م ل ك) الاختلاف في نسبته، وزاد عن السيرافي نسبته إلى أبي وجزة.
(١) في ص، ر، ت ١، ت ٢: "بإنسي".
(٢) في ص، ر، ت ١: "ملكا"، وفي ت ٢: "ملاكا".
(٣) ديوانه ص ٣٤، ٤٦.
(٤) المغمر من الرجال: من استجهله الناس. التاج (غ م ر).
(٥) في الديوان: "سقتك".
(٦) الروايا؛ جمع الراوية: وهو البعير أو البغل أو الحمار الذي يسقى عليه الماء. اللسان (ر و ى).
(٧) المزن: السحاب عامة، وقيل: السحاب ذو الماء، واحدته مزنة، وقيل: المزنة السحابة البيضاء. اللسان (م ز ن).
(٨) في الديوان: "حيث".