للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صدقٍ. فاستقامُوا عليه، كما كان (١) ذانك المنافقان يَمْشِيَان، إذا أضاء لهما (٢) البرقُ مشَوْا فيه، ﴿وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا﴾. فكانوا إذا هلَكت أموالُهم، ووُلدِ لهم الجوارِي، وأصابهم البلاءُ، قالوا: هذا مِن أجلِ دينِ محمدٍ. فارْتَدُّوا كفارًا، كما قام ذانك المنافقان حينَ أظْلَم البرقُ عليهما (٣).

والثالثُ: ما حدَّثَني به محمدُ بنُ سعدٍ، قال: حدَّثني أبي، قال: حدَّثني عمي، قال: حدَّثَني أبي، عن أبيه، عن ابنِ عباسٍ: ﴿أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ﴾:

كمطرٍ، ﴿فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ﴾ إلى آخرِ الآيةِ: هو مثَلُ المنافقِ في ضوء ما تكلَّم بما معه من كتابِ اللهِ، وعمِل مُراءاةً للناسِ، فإذا خلا وحدَه عمِل بغيرِه، فهو في ظلمةٍ ما أقام على ذلك، وأمّا الظلماتُ فالضلالةُ، وأما البرقُ فالإيمانُ، وهم أهلُ الكتابِ، ﴿وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ﴾ فهو رجلٌ (٤) يأخُذُ بطرَفِ الحقِّ لا يستطيعُ أن يُجاوزَه (٥).

والرابعُ: ما حدَّثني به المُثَنَّى، قال: حدَّثنا عبدُ اللهِ بنُ صالحٍ، قال: حدَّثَني معاويةُ بنُ صالحٍ، عن عليِّ بنِ أبي طلحةَ، عن ابنِ عباسٍ: ﴿أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ﴾: وهو المطرُ، ضرَب مثَلَه في القرآنِ، يقولُ: ﴿فِيهِ ظُلُمَاتٌ﴾ يقولُ:


(١) سقط من: الأصل.
(٢) في ص، م، ت ١، ت ٢: "لهم".
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٣٢ إلى المصنف عن ابن مسعود وناس من الصحابة نحوه. وتقدم أول هذا الأثر في ص ٣٣٧.
(٤) بعده في ت ١: "واحد".
(٥) عزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٣٢ إلى المصنف. وتقدم أوله في ص ٣٥٦.