للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَأَحِبَّاؤُهُ﴾: أما أبناءُ اللهِ فإنهم قالوا: إن الله أَوْحَى إلى (١) إسرائيلَ أن [ولدًا من وَلَدِك أُدْخِلُهم] (٢) النارَ فيكونون فيها أربعين يومًا حتى تطهِّرَهم وتأكُلَ خطاياهم، ثم ينادى منادٍ: أَنْ أَخْرِجوا كلَّ مختونٍ مِن وَلَدِ إسرائيلَ. فأُخْرِجُهم. فذلك قولُه: ﴿لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ﴾ (٣) [آل عمران: ٢٤]. وأما النصارى فإن فريقًا منهم قال للمسيحِ: ابن اللهِ.

والعربُ قد تُخْرِجُ الخبرَ إذا افْتَخَرت مُخْرَجَ الخبرِ عن الجماعةِ، وإن كان ما افْتَخَرت به من فعلِ واحدٍ منهم (٤)، فتقولُ: نحن الأجوادُ الكِرامُ. وإنما الجَوادُ فيهم واحدٌ منهم، وغيرُ المتكلِّمِ الفاعلُ ذلك، كما قال جريرٌ (٥):

نَدَسُنَا (٦) أبا مَنْدوسةَ القَيْنَ (٧) بالقَنَا (٨) … ومارَ (٩) دَمٌ من جارِ بَيْبَةَ ناقِعُ (١٠)

فقال: نَدَسْنَا. وإنما النادِسُ رجلٌ من قومِ جريرٍ غيرُه. فَأَخْرَج الخبرَ مُخْرَجَ الخبرِ عن جماعةٍ هو أحدُهم. فكذا أَخْبَرَ اللهُ عزَّ ذكرُه عن النصارى أنها قالت ذلك على هذا الوجهِ إن شاء اللهُ.

وقولُه: ﴿وَأَحِبَّاؤُهُ﴾. وهو جمعُ حَبيبٍ. يقولُ اللهُ جلَّ وعزَّ لنبيِّه


(١) بعده في ص، ت ١، ت ٢ ت ٣، س: "بني".
(٢) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "ولدك من الولد فأدخلهم".
(٣) عزاه ابن كثير في تفسيره ٣/ ٦٥ إلى المصنف وابن أبي حاتم دون آخره.
(٤) في ص، ت ١، ت ٢ ت: "منها".
(٥) ديوانه ٢/ ٩٢٧.
(٦) الندْس: الطعن. اللسان (ن د س).
(٧) القين: العبد. اللسان (ق ى ن).
(٨) القنا أو القناة: الرمح. اللسان (ق ن و).
(٩) مار الدم: سال وجرى. التاج (م و ر).
(١٠) الناقع: الطرى. التاج (ن ق ع).