للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل: إن الأرض المقدَّسةَ دمَشقُ وفِلَسطينُ وبعضُ الأُرْدنِّ.

وعنى بقولِه: ﴿الْمُقَدَّسَةَ﴾. المطهرةَ المباركةَ.

كما حدثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ﴾. قال: المباركةَ (١).

حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفةَ، قال: ثنا شبلٌ، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ مثلَه.

وأولى الأقوالِ في ذلك بالصوابِ أن يقالَ: هي الأرضُ المقدَّسةُ. كما قال نبيُّ اللهِ موسى ، لأن القولَ في ذلك بأنها أرض دونَ أرضٍ، لا تُدرَكُ حقيقةُ صحتِه إلا بالخبرِ، ولا خبرَ بذلك يجوزُ قطع الشهادةِ به، غيرَ أنها لن تخرُجَ من أن تكونَ من الأرضِ التي ما بينَ الفراتِ وعريشِ مصرَ؛ لإجماعِ جميعِ أهلِ التأويلِ والسيرِ والعلماءِ بالأخبارِ على ذلك.

ويعنى بقولِه: ﴿الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ﴾: التي أَثْبَت في اللوحِ المحفوظِ أنها لكم مساكنُ ومنازلُ، دونَ الجبابرةِ التي فيها.

فإن قال قائلٌ: فكيف قال: ﴿الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ﴾. وقد عِلمتَ أنهم لم يدخُلوها بقولِه: ﴿فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ﴾. فكيف يكونُ مُثْبَتًا في اللوحِ المحفوظِ أنها مساكنُ لهم (٢)، ومحرَّمًا عليهم سُكْنَاها؟

قيل: إنها كُتِبت لبنى إسرائيلَ دارًا ومساكنَ، وقد سكَنوها ونزَلوها،


= وقد قدموا من بلاد مصر … إلا أن يكون المراد بأريحا أرض بيت المقدس … لا أن المراد بها هذه البلدة المعروفة في طرف الغور شرقى بيت المقدس. وينظر تفسير ابن كثير ١/ ١٣٩.
(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٢٧٠ إلى المصنف.
(٢) سقط من: ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س.