للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني الحارثُ، قال: ثنا عبدُ العزيزِ، قال: ثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ في قولِه: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا﴾. قال: هابيلُ وقابيلُ، فقرَّب هابيلُ عَنَاقًا (١) مِن أحسنِ غنمه، وقرَّب قابيلُ زرعًا مِن زرعِه. قال: فأَكَلَتِ النارُ العَنَاقَ، ولم تَأْكُل الزرع، فقال: لأَقْتُلَنَّك. قال: إِنما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِن المتَّقِين.

حدَّثني الحارثُ، قال: ثنا عبدُ العزيزِ، قال: ثنا رجلٌ سمِع مجاهدًا، في قولِه: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا﴾. قال: هو هابيلُ وقابيلُ لصُلْبِ آدمَ، قرَّبا قربانًا؛ قرَّب (٢) أحدُهما شاةً مِن غنمِه، وقرَّب الآخرُ بَقْلًا، فتُقُبِّل من صاحبِ الشاةِ، فقال لصاحبِه: لأقتُلَنَّك. فقَتَلَه، فعَقَلَ اللَّهُ إحدى رِجْلَيْه بساقِها إلى فَخِذِها إلى يومِ القيامةِ، وجعَل وجهَه إلى الشمسِ حيثما دارتْ، عليه حَظِيرَةٌ مِن ثَلْجٍ في الشتاءِ، وعليه في الصيفِ حظيرةٌ مِن نار، ومعه سبعةُ أملاكٍ، كلَّما ذهب مَلَكٌ جاء الآخرُ (٣).

حدثنا سفيانُ، قال: ثنا أبى، عن سفيانَ، ح وحدثنا هَنَّادٌ، قال: ثنا وكيعٌ، عن سفيانَ، عن عبدِ اللَّهِ بن عثمانَ بن خُثيمٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عباسٍ: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ﴾. قال: قرَّب هذا كبشًا، وقرَّب هذا صُبرَةً (٤) مِن طعامٍ، فتُقُبِّل من أحدِهما. قال: تُقبِّل مِن صاحبِ الشاةِ، ولم يُتَقَبَّلْ مِن الآخرِ (٥).


(١) العناق: الأُنثى من أولاد المَعِيز والغنم من حِين الولادة إلى تَمام حَوْل. الوسيط (ع ن ق).
(٢) زيادة من: م.
(٣) ينظر عرائس المجالس ص ٤٠، وسيأتي بمعناه في ص ٣٣٥ مِن طريق ابن جريج، عن مجاهد.
(٤) في ص: "صبرًا". والصُّبْرَةُ: الكُومة مِن الطعام، والجمع: صُبَر وصِبَار. المعجم الوسيط (ص ب ر).
(٥) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٦٤/ ٤ من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس نحوه مطولًا، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٢٧٣ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.