للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الزانى (١)؟ ". قالوا: حكمُه الرجمُ (٢).

حدَّثنا بشرُ بنُ مُعاذٍ، قال: ثنا يزيدُ بنُ زُرَيْعٍ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قَتادةَ قولَه: ﴿لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا﴾: ذُكِر لنا أن هذا كان في قَتيلٍ مِن بنى قُرَيظةَ قتَلَتْه النَّضِيرُ، فكانت النَّضيرُ إذا قتَلَت مِن بنى قُريظةَ لم يَقِيدوهم، إنما يُعْطُونهم الدِّيَةَ؛ لفضلِهم عليهم، وكانت قُريظةُ إذا قتَلَت مِن النَّضيرِ قتيلًا لم يَرْضَوْا إلا بالقَوَدِ؛ لفضلِهم عليهم في أنفسِهم تعَزُّزًا، فقدِم نبيُّ اللهِ المدينةَ على تَفِئَةِ (٣) فعلِهم (٤) هذا، فأرادوا أن يَرْفَعوا ذلك إلى رسولِ اللَّهِ ، فقال لهم رجلٌ مِن المنافقين: إن قَتيلَكم هذا قَتيلُ عَمْدٍ، متى ما تَرْفَعوه إلى محمدٍ أَخْشَى عليكم القَوَدَ، فإن قَبِل منكم الديةَ فخُذُوه، وإلا فكونوا منه على حَذَرٍ (٥).

حدَّثني يونُسُ، قال: أخْبرَنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ﴾. يقولُ: يُحَرِّفُ هؤلاء الذين لم يَأْتُوك الكلمَ عن مَواضعهِ، لا يَضَعونه على ما أنْزَله اللَّهُ. قال: وهؤلاء كلُّهم يهودُ، بعضُهم مِن بعضٍ (٦).


(١) في الكبير للطبرانى: "الزنى".
(٢) بعده في م، والدر المنثور: "فأمر بها رسول الله فرجمت".
والأثر أخرجه الطبراني (١٣٠٣٣) من طريق عبد الله بن صالح به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٢٨٢ إلى ابن مردويه.
(٣) في م: "هيئة"، وفى س: "تقية". وتقدم تعريف هذه الكلمة في ٦/ ٩٨.
(٤) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "فقتلهم"، وأثبتها الشيخ شاكر: "قتيلهم".
(٥) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٢٨٣ إلى عبد بن حميد وأبى الشيخ.
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١١٣٢ (٦٣٦٤) من طريق أصبغ بن الفرج، عن ابن زيد، وأخرج أوله في آخر الأثر المتقدم في ص ٤٢٣.