للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الْغَالِبُونَ (٥٦)﴾.

وهذا إعْلامٌ مِن اللَّهِ تعالى ذكرُه عبادَه جميعًا - الذين تبَرَّءُوا مِن حلفِ (١) اليَهودِ وخلَعوهم (٢)، رِضًا بوَلايةِ اللَّهِ ورسولِه والمؤمنين، والذين تمَسَّكوا بحلفِهم وخافوا دَوائرَ السَّوْءِ تَدُورُ عليهم فسارَعوا إلى مُوالاتِهم - [بأن مَن وثِق باللَّهِ] (٣) وتوَلَّى اللَّهَ ورسولَه والمؤمنين، ومَن كان على مثلِ حالِه مِن أولياءِ اللَّهِ مِن المؤمنين، لهم الغَلَبةُ والدَّوائرُ والدَّوْلةُ على مَن عاداهم وحادَّهم؛ لأنهم حِزْبُ اللَّهِ، وحِزْبُ اللَّهِ هم الغالِبون دونَ حزبِ الشيطانِ.

كما حدَّثنا محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ مُفَضَّلٍ، قال: ثنا أسْباطُ، عن السديِّ، قال: أخْبرَهم - يعنى الربَّ تعالى ذكرُه - مَن الغالبُ، فقال: لا تَخافوا الدَّوْلَة ولا الدَّائرةَ. فقال: ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾ (٤).

والحِزْبُ هم الأنصارُ، ويعنى بقولِه: ﴿فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ﴾: فإن أنصارَ اللَّهِ.

ومنه قولُ الراجزِ (٥):

وكيف أَضْوَى وبلالٌ حِزْبي

يعنى بقولِه: أَضْوَى: أُسْتَضْعَفُ وأُضامُ. مِن الشيءِ الضاوِي. ويعنى بقولِه: وبِلالٌ حِزْبى. يعني: ناصرِي.


(١) سقط من: م.
(٢) في م: "حلقهم".
(٣) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "ووثقوا".
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١١٦٣ (٦٥٥٤) من طريق أحمد بن مفضل به.
(٥) هو رؤبة بن العجاج والرجز في ديوانه ص ١٦، وفيه: "ولست" مكان "وكيف".