للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما قوله: ﴿يَقُولُونَ﴾. فإنه لو كان بلفظ اسمٍ كان نصبًا على الحال؛ لأن معنَى الكلام: وإذا سمعوا ما أُنزِل إلى الرسول ترى أعينهم تفيضُ من الدمع مما عرَفوا من الحقِّ قائلين: ربَّنا آمنَّا.

ويعنى بقوله تعالى ذكرُه: ﴿يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا﴾. أنهم يقولون: يا ربَّنا، صَدَّقنا لما سمعنا ما أنزلته إلى نبيِّك محمدٍ من كتابك، وأقرَرنا به أنه من عندك، وأنه الحقُّ لا شك فيه.

وأما قوله: ﴿فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴾. فإنه رُوى عن ابن عباسٍ وغيره في تأويله ما حدَّثنا به هنادٌ، قال: ثنا وكيعٌ، وحدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا أبى وابنُ نُميرٍ، جميعًا عن إسرائيل، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ في قوله: ﴿فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴾. قال: أُمةُ محمدٍ (١).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابن جريجٍ: ﴿فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴾: مع أمة محمدٍ .

حدَّثني المثنى، قال: ثنا عبد الله بنُ صالحٍ، قال: ثنى معاويةٍ، عن عليِّ بن أبى طلحة، عن ابن عباسٍ: ﴿فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴾: يعنون بالشاهدين محمدًا وأمته.

حدَّثني الحارثُ، قال: ثنا عبدُ العزيز، قال: ثنا إسرائيلُ، عن سماكٍ، عن عكرمةَ، عن ابن عباسٍ في قوله: ﴿فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴾. قال: محمدٌ وأمتُه، إنهم شهدوا أنه قد بلَّغ، وشهدوا أن الرسل قد بلَّغت.

حدَّثنا الربيعُ، قال: ثنا أسدُ بنُ موسى، قال: ثنا يحيى بنُ زكريا، قال: ثنى


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١١٨٥ (٦٦٨١) من طريق وكيع به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٣٠٧ إلى ابن المنذر وابن مردويه.