للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طالب. فلما جاء فرأى ما بينَ أيديهم، قال عليٌّ: إنا لن نأكُلَ منه. فقال عثمانُ: ما لك لا تأكُلُ؟ فقال: هو صيدٌ، ولا يَحِلُّ أكله وأنا مُحْرِمٌ. فقال عثمانُ: بيِّنْ لنا. فقال عليٌّ: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ﴾ [المائدة: ٩٥]. فقال عثمانُ: ونحن قتَلناه؟ فقرَأ عليه: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا﴾.

حدَّثنا تميمُ بنُ المنتصرِ وعبدُ الحميدِ بنُ بَيَانٍ القَنَّادُ، قالا: أخبرنا إسحاقُ (١) الأزرقُ، عن شريكٍ، عن سِمَاكِ بن حربٍ، عن صُبيحِ بن عبدِ اللهِ العَبْسيِّ، قال: اسْتَعمل عثمانُ بنُ عفَّانَ أبا سفيانَ بنَ الحارثِ على العَروضِ. ثم ذكَر نحوَه، وزاد فيه: قال: فمكَث عثمانُ ما شاء اللهُ أن يمكُثَ، ثم أُتِى فقيل له بمكةَ: هل لك في ابن أبي طالبٍ، أُهْدِيَ له صفيفُ (٢) حمارٍ فهو يأكُلُ منه! فَأَرْسَل إليه عثمانُ وسأله عن أكلِ الصفيفِ فقال: أما أنت فتأكُلُ، وأما نحن فتنهانا؟ فقال: إنه صِيد عامَ أول وأنا حَلالٌ، فليس عليَّ بأكلِه بأسٌ، وصِيد ذلك - يعنى اليعاقيب - وأنا مُحْرِمٌ، وذُبِحن وأنا حَرَامٌ (٣).

حدَّثنا عِمْرانُ بنُ موسى القزَّازُ، قال: ثنا عبدُ الوارثِ بنُ سعيدٍ، قال: ثنا يونسُ، عن الحسنِ، أن عمرَ بنَ الخطابِ لم يكن يَرَى بأسًا بلحمِ الصيدِ للمحرمِ،


(١) في م: "أبو إسحاق".
(٢) الصفيف من اللحم: المشرح عرضا، وقيل: هو الذي يغلى إغلاءة ثم يرفع وقيل: التصفيف: مثل التشريح، هو تعرّض البضعة حتى ترق، فتراها تشف شفيفا. وقيل: أن يشرَّح اللحم غير تشريح القديد، ولكن يوسع مثل الرُّغفان، فإذا دق الصفيف ليؤكل فهو قديد، فإذا ترك ولم يدق فهو صفيف. التاج (ص ف ف).
(٣) أخرجه البخارى في التاريخ الكبير ٤/ ٣١٨ من طريق إسحاق به، وقال: فذكر قصة عثمان وعلى في الصيد. وذكره ابن عبد البر في الاستذكار ١١/ ٣٠٠ عن إسحاق به معلقا. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٢١٣ (٦٨٤٧) من طريق سماك به مختصرا.