للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني محمدُ بنُ معمرٍ البَحْرانيُّ، قال: ثنا رَوْحُ بنُ عُبادةَ، قال: ثنا شعبةُ، قال: أَخْبَرنى موسى بنُ أنسٍ، قال: سمِعتُ أنسًا يقولُ: قال رجلٌ: يا رسولَ اللهِ، من أبي؟ قال: "أبوك فلانٌ". قال: فنزَلتْ: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾ (١).

حدَّثنا بشرُ بنُ معاذٍ، قال: ثنا يزيدُ بنُ زُريعٍ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ في قولِه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾. قال: فحدَّثَنَا أن أنسَ بنَ مالكٍ حدَّثهم، أنَّ رسولَ اللهِ سألُوه حتى أحْفَوه بالمسألةِ، فخرَج عليهم ذاتَ يومٍ، فصعِد المنبرَ، فقال: "لا تَسْأَلوني اليومَ عن شيءٍ إلا بيَّنتُه لكم". فأَشْفَق أصحابُ رسولِ اللهِ أن يكونَ بينَ يديه أمرٌ قد حضَر، فجعَلتُ لا ألتفتُ يمينًا ولا (٢) شمالًا إلا وجدتُ كُلًّا لافًّا رأسَه في ثوبِه يبكي، فَأَنْشَأ رجلٌ كان يُلاحَى فيُدْعَى إلى غيرِ أبيه، فقال: يا نبيَّ اللهِ، مَن أبي؟ قال: "أبوك حُذَافَةُ". قال: ثم قام (٣) عمرُ - أو قال: فأَنْشَأ عمرُ - فقال: رضينا باللهِ ربًّا، وبالإسلامِ دينًا، وبمحمدٍ رسولًا، عائدًا باللهِ - أو قال: أعوذُ باللهِ - من سوء الفتنِ. قال: وقال رسولُ اللهِ : "لم أَرَ في الخيرِ والشرِّ كاليومِ قطُّ، صُوِّرت ليَ الجنةُ والنارُ حتى رأيتُهما دونَ الحائطِ" (٤).

حدَّثنا أحمدُ بنُ هشامٍ وسفيانُ بنُ وكيعٍ، قالا: ثنا معاذُ بنُ معاذٍ، قال: ثنا ابن عونٍ، قال: سألتُ عكرمةَ مولى ابن عباسٍ عن قولِه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ


(١) أخرجه مسلم (٢٣٥٩)، والترمذى (٣٠٥٦)، عن محمد بن معمر به، وأخرجه البخارى (٧٢٩٥) من طريق روح به.
(٢) سقط من: ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س.
(٣) في م، ت ٢، ت ٣: "قال".
(٤) أخرجه البخاري (٧٠٩٠، ٧٠٩١)، من طريق يزيد بنُ زريع به، ووصله أبو نعيم في المستخرج - كما في الفتح ١٣/ ٤٥ من طريق رُسْتَة، عن عباسٍ النرسى، عن يزيد به، وأخرجه مسلم (٢٣٥٩)، والطحاوى في شرح المشكل (١٤٧٦) من طريق سعيد به.