للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: ثنى الليثُ، قال: ثنى ابن الهادِ، عن ابن شهابٍ، عن سعيدِ بن المسيَّبِ، عن أبى هريرةَ، قال: سمعتُ رسولَ الله يقولُ: "رأيتُ عمرَو بنَ عامرٍ الخزَاعيَّ يَجُرُّ قُصْبَه (١) في النارِ، وكان أول من سيَّب السُّيَّبَ (٢) " (٣).

حدَّثنا هنَّادُ بنُ السَّريِّ، قال: ثنا يونسُ بنُ بُكيرٍ، قال: ثنا محمدُ بن إسحاقَ، قال: ثنى محمدُ بنُ إبراهيمَ بن الحارثِ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرةَ، قال: سمِعتُ رسولَ اللهِ يقولُ لأَكْثمَ بن الجَوْنِ: "يا أَكْثَمُ، رأيتُ عمرَو بنَ لُحيِّ بن قَمَعَةَ بن جِنْدَفٍ يَجُرُّ قُصْبَه في النارِ، فما رأيتُ رجلًا أَشْبَهَ برجلٍ منك به، ولا به منك". فقال أَكْثمُ: تخشَى (٤) أن يضرَّنى شَبَهُه يا رسولَ اللَّهِ؟ فقال رسولُ اللهِ : "لا، إنك مؤمنٌ وهو كافرٌ، إنه أولُ من غيَّر دينَ إسماعيلَ، وبحَر البحيرةَ، وسيِّب السائبةَ، وحمَى الحامىَ (٥) " (٦).

حدَّثنا هنَّادٌ، قال: ثنا يونسُ، قال: ثنى هشامُ بنُ سعدٍ، عن زيدِ بن أَسْلَمَ، أن رسولَ اللهِ قال: "قد عرَفتُ أولَ مَن بحَر البحائرَ؛ رجلٌ من مُدْلِجٍ، كانت له ناقتان فجدع آذانَهما (٧)، وحرَّم ألبانَهما وظهورَهما، وقال: هاتان للهِ. ثم احتاج إليهما فشرِب ألبانَهما، وركِب ظهورَهما". قال: "فلقد رأيتُه في النارِ يُؤْذِى أهلَ


(١) القصب بالضم: المِعَى، وجمعه أقصاب. النهاية ٤/ ٦٧.
(٢) في م: "السائبة" والسيب جمع سائبة، وفى س: "السوائب" وهو لفظ أكثر الروايات.
(٣) أخرجه البيهقى ١٠/ ٩ عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم به، وأخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (١٤٧٩) من طريق يونس بن عبد الأعلى به، وأخرجه البخارى (٣٥٢١، ٤٦٢٣) من طريق شعيب به، وأخرجه أحمد ١٤/ ٣٩١ (٨٧٨٧)، وابن أبي عاصم في الأوائل (٤٤)، وابن حبان (٦٢٦٠) من طريق الليث به. وأخرجه ابن مردويه - كما في الفتح ٨/ ٢٨٥ من طريق ابن الهاد به، وأخرجه البخاري (٤٦٢٣)، ومسلم (٥١/ ٢٨٥٦) من طريق الزهرى به.
(٤) في م، ت ١، س: "أخشى".
(٥) في ص: "الحما".
(٦) سيرة بن هشام. ١/ ٧٦ وأخرجه ابن أبي عاصم في الأوائل (٨٣) من طريق ابن إسحاق به، وأخرجه البخارى (٣٥٢٠)، ومسلم (٥٠/ ٢٨٥٦) من طريق أبي صالح به، وذكره ابن كثير في تفسيره ٣/ ٢٠٤ عن المصنف.
(٧) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "إحداهما".