للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إسحاقَ، قال: سمِعتُ أبا الأحوصِ، عن أبيه، قال: أتيتُ رسولَ اللهِ فقال: "هل تُنْتَجُ (١) إبلُ قومِك صِحاحًا آذانُها، فتَعْمِدَ إلى المُوسَى، فتَقْطَعَ آذانَها، فتقولَ: هذه بُحُرٌ. وتشُقَّها - أو تشقَّ جلودَها - فتقولَ: هذه صُرُمٌ (٢). فتُحرِّمَها عليك وعلى أهلِك؟ " قال: نعم. قال: "فإن ما آتاك اللهُ لك حلٌّ، وساعِدُ اللهِ أشدُّ، ومُوسَى اللَّهِ أَحدٌ". وربما قال: "ساعدُ اللَّهِ أَشدُّ من ساعدِك، ومُوسَى اللَّهِ أحدٌ من مُوسَاك" (٣).

وأما السائبةُ فإنها المسيِّبةُ المُخَلَّاةُ، وكانت الجاهلية يفعل ذلك أحدُهم ببعضِ مواشِيه، فيحرِّمُ الانتفاعَ به على نفسِه، كما كان بعضُ أهلِ الإسلامِ يُعْتِقُ عبدَه سائبةً، فلا ينتفعُ به ولا بولائِه.

وأُخْرِجت المسيَّبةُ بلفظِ السائبةِ، كما قيل: ﴿عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ﴾ [الحاقة: ٢١، القارعة: ٧]. بمعنى: مَرْضِيَّةٍ.

وأما الوصيلةُ فإن الأُنثى من نَعَمِهم في الجاهليةِ كانت إذا أَتْأَمَت بطنًا بذكرٍ وأنثى، قيل: قد وصَلت الأنثى أخاها. بدفعِها عنه الذبحَ، فسمَّوْها وَصِيلةً.

وأما الحامِي فإنه الفَحْلُ من النَّعَمِ، يُحْمَى ظهرُه من الركوبِ والانتفاعِ، بسببِ تتابعِ أولادٍ تَحْدُثُ من فِحلتِه.

وقد اختلف أهل التأويلِ في صفاتِ المسمَّياتِ (٤) بهذه الأسماءِ، [وما السببُ] (٥) الذي من أجلهِ كانت تفعَلُ ذلك؟


(١) تنتج البهيمةُ: أي تلد، يقال: نُتِجت الناقة إذا ولدت فهى منتوجة وأنتجت إذا حملت، فهى نتوج. ولا يقال: منتج. ونَتَجْتُ الناقة أنتِجُها إذا ولّدتها. والناتج للإبل كالقابلة للنساء. النهاية ٥/ ١٢.
(٢) في النسخ: "حرم". والمثبت من مصادر التخريج.
(٣) أخرجه الطيالسي (١٣٩٩)، والبيهقى في الأسماء والصفات (٧٤٢) من طريق شعبة به، وينظر تخريجه مفصلا في الطيالسي.
(٤) في ص، ت ١: "المسبيات" وفى س: "السيبات".
(٥) في ص، ت ١، س: "أما المسبب".