للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ﴾. قال: إذا كان الرجلُ بأَرضِ غُرْبةٍ، ولم يَجِدْ مسلمًا يُشْهِدُه على وصيتِه، فأشْهَد يهوديًا، أو نصرانيًّا، أو مجوسيًّا، فشهادتُهم جائزةٌ، فإن جاء رجلان مسلمان فشهِدا بخلافِ شَهادتِهم، أجِيزَت شهادةُ المسلمَيْن، وأُبْطِلَت شهادةُ الآخَرَيْن (١).

حدَّثنا بشرُ بنُ معاذٍ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿فَإِنْ عُثِرَ﴾: أي: اطُّلِع منهما على خيانةٍ، على أنهما كذَبا أو كتَما، فشهِد رجلان هما أعدلُ منهما بخلافِ ما قالا، أُجِيزَت شهادةُ الآخَرَيْن، وأُبْطِلت شهادةُ الأَوَّلَين (٢).

حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا جريرٌ، عن عبدِ الملكِ، عن عطاءٍ، قال: كان ابن عباسٍ يَقْرَأُ: (من الذين استَحَقَّ عليهم الأَوَّلين) (٣). وقال: كيف يَكونُ الأوْليَان، أرأَيْتَ لو كان الأوْلَيان صغيرين (٤)؟

حدَّثنا هنادٌ وابنُ وكيعٍ، قالا: ثنا عَبْدةُ، عن عبدِ الملكِ، عن عطاءٍ، عن ابن عباسٍ، قال: كان يَقْرَأُ: (مِن الذين اسْتَحَقَّ عليهم الأوَّلين). قال: وقال: أَرَأَيْتَ لو كان الأوْلَيان صغيرَيْن، كيف يقومان مَقامَهما (٥)؟

قال الإمامُ أبو جعفرٍ: فذهَب ابن عباسٍ فيما أرَى، إلى نحوِ القولِ الذي حكَيْتُ عن شُريحٍ وقتادةَ، مِن أن ذلك رجلان آخران مِن المسلمين يقومان مقامَ


(١) تقدم تخريجه في ص ٦٣، ٦٤.
(٢) تقدم تخريجه في ص ٨٤.
(٣) في معاني القرآن: يجعله نعتا لـ"الذين". فظاهره أن قراءته بالجمع: "الأوَّلين". وظاهر كلام المصنف هنا أن قراءته: "الأوَّلَيْن"، وكذا ضبطه الشيخ شاكر. وهذه القراءة الأخيرة مروية عن ابن سيرين، وهي شاذة ونقل القرطبي في تفسيره ٦/ ٣٥٩ عن النحاس أنها لحن. فالله أعلم.
(٤) أخرجه سعيد بن منصور في سننه (٨٦٠ - تفسير) من طريق عمرو بن دينار عن عطاء به.
(٥) أخرجه الفراء في معاني القرآن ١/ ٣٢٤ عن قيس بن الربيع عن عطاء به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٣٤٤ إلى أبي عبيد وعبد بن حميد وأبى الشيخ.