للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وشهادتِهم؛ مخافةَ الفَضيحةِ على أنفسِهم، وحذرًا أن يَسْتَحِقَّ عليهم ما خانوا فيه أولياءَ الميتِ وورثتَه.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ، وقد تقدَّمت الروايةُ بذلك عن بعضِهم، ونحن ذاكرو الروايةِ في ذلك عن بعضِ مَن بقِى منهم.

حدَّثني المثنى، قال: ثنا عبدُ اللهِ بنُ صالحٍ، قال: ثني معاويةُ بنُ صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحةَ، عن ابن عباسٍ: ﴿فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا﴾. يقولُ: إن اطُّلِع على أن الكافرَيْن كذَبا، ﴿فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا﴾. يقولُ: مِن الأولياءِ (١)، فحلَفا باللهِ: إن شهادةَ الكافرَيْن باطلةٌ، وإنَّا لم نَعْتَدِ. فترَدُّ شَهادةُ الكافرَيْن، وتجوزُ شهادةُ الأولياءِ. يقولُ تعالى ذكرُه: ﴿ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ [يَأْتُوا﴾: الكافرون] (٢)، ﴿بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ﴾. وليس على شهودِ المسلمين إقْسامٌ، وإنما الإقسامُ إذا كانوا كافرين (٣).

حدَّثنا بشرُ بنُ معاذٍ، قال: ثنا يزيدُ بنُ زُرَيْعٍ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ﴾ الآية. يقولُ: ذلك أحْرَى أن يَصْدُقوا في شهادتِهم، وأن يَخافوا العَقِبَ (٤).

حدَّثني يونُسُ، قال: أَخْبَرَنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿أَوْ


(١) في س: "الأوليان"، وينظر ص ٨٣.
(٢) في ص: "أن يأتوا الكافرين"، وفى م، ت ٢"يأتى الكافرون"، وفى ت ١، ت ٣، س: "يأتوا"، وفي الناسخ للنحاس: "يأتوا أي أن يأتى الكافران"، وفى الدر المنثور: "يأتى الكافران".
(٣) تقدم تخريجه في ص ٧٣.
(٤) في م، وتفسير ابن أبي حاتم: "العقاب". والمراد بالعقب العاقبة، أي عاقبة كذبهما في اليمين.
والأثر أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٢٣٤، ١٢٣٥، (٦٩٦٢، ٦٩٦٦) من طريق يزيد، به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٣٤٤ إلى ابن المنذر وأبى الشيخ.