للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نَجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِ اللَّهِ تعالى: ﴿مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ﴾. قال: مائدةٌ عليها طعامٌ، [أتُوا بها] (١) حين عُرِض عليهم العذابُ إن (٢) كَفَروا [ألوانٌ مِن طعامٍ] (٣) يَنْزِلُ عليهم (٤).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن أبي مَعْشَرٍ، عن إسحاقَ بن عبدِ الله، أن المائدة نزَلَت على عيسى ابن مريمَ، عليها سبعةُ أرغفةٍ، وسبعةُ أحْواتٍ، يَأْكُلون منها ما شاءوا، قال: فسرَق بعضُهم منها، وقال: لعلها لا تَنْزِلُ غدًا. فرُفِعت (٥).

حدَّثنا (٦) المثنى، قال: ثنا عبدُ الأعلى، قال: ثنا داودُ، عن سِماكِ بن حربٍ، عن رجلٍ مِن بني عِجْلٍ قال: صلَّيْتُ إلى جنبِ عمارِ بن ياسرٍ، فلما فرَغ قال: هل تَدْرِى كيف كان شأنُ مائدة بنى إسرائيلَ؟ قال: فقلتُ: لا. قال: إنهم سأَلوا عيسى ابنَ مريَم مائدةً يكونُ عليها طعامٌ يَأْكُلون منه لا يَنْفَدُ، قال: فقيل لهم: فإنها مُقيمةٌ لكم ما لم تُخَبِّئوا أو تَخُونوا أو تَرْفَعوا، فإن فعَلْتُم فإني أُعَذِّبُكم عذابًا لا أُعَذِّبُه أَحَدًا مِن العالَمين. قال: فما تمَّ يومُهم حتى خبَّئوا ورفَعوا وخانوا، فعُذِّبوا عذابًا لم يُعَذِّبه أحدًا مِن العالَمين، وإنكم معشَر العربِ كنتم تَتْبَعون أذنابَ الإبلِ والشاءِ، فبعَث اللهُ فيكم رسولًا مِن أنفسِكم، تَعْرِفون حسَبَه ونسبَه، وأَخْبَرَكم على لسانَ نبيِّكم أنكم ستَظْهَرون على العرب (٧)، ونهاكم أن تَكْنِزوا الذهبَ والفضةَ، وايْمُ اللهِ، لا يَذْهَبُ الليلُ والنهارُ حتى تَكْنِزوهما ويُعَذِّبَكم عذابًا أليمًا (٨).


(١) في م: "أبوها".
(٢) في ص: "إذ".
(٣) في م: "فأبوا أن".
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٣٤٨ إلى المصنف وأبى عبيد وابن المنذر.
(٥) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٣٤٨ إلى المصنف.
(٦) بعده في تفسير ابن كثير: "ابن".
(٧) في تفسير ابن كثير: "العجم".
(٨) ذكره ابن كثير في تفسيره ٣/ ٢٢١.