للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كالذي حدَّثنا ابن بشارٍ، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا سفيان، عن الأعمش، عن ذكوان، عن أبي هريرة، عن النبيِّ قال: "لما فرغ اللهُ مِن الخَلْقِ كتب كتابًا: إنَّ رحمتى سبقت غضبي" (١).

حدَّثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا عبد الوهاب، قال: ثنا داود، عن أبي عثمان، عن سلمان، قال: إن الله تعالى لما خلق السماء والأرض، خلق مائة رحمة، كلُّ رحمةٍ مِلْءُ ما بين السماء إلى الأرض، فعنده تسعٌ وتسعون رحمةً، وقسَم رحمةً بين الخلائقِ، فبها يتعاطفون، وبها تَشْرَبُ الوَحْشُ والطيرُ الماءَ، فإذا كان [يوم القيامة] (٢) قصَرها الله على المتقين، وزادهم تسعًا وتسعين.

حدَّثنا ابن المثنى، قال: ثنا ابن أبي عَدِيٍّ، عن داود، عن أبي عثمان، عن سلمان نحوه، إلا أن ابن أبي عَدِيٍّ لم يَذْكُرْ في حديثه: وبها تَشْرَبُ الوَحْشُ والطيرُ الماء.

حدَّثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثورٍ، عَن مَعْمَرٍ، عن عاصم بن سليمان، عن أبي عثمان، عن سلمان، قال: نَحِدُ في التوراةِ عَطْفَتين؛ إِن الله خلق السماوات والأرض، ثم خلق مائة رحمةٍ - أو: جعَل مائة رحمةٍ - قبل أن يَخْلُقَ الخلق، ثم خلق الخلق، فوضع بينهم رحمةً واحدةً، وأمسك عنده تسعًا وتسعين رحمةً. قال: فبها يتراحمون، وبها يَتَباذَلون، وبها يتعاطفون، وبها يَتَزاوَرُون، وبها تَحِنُّ الناقةُ، وبها تَمُوجُ (٣) البقرةُ، وبها تَيْعَرُ الشاةُ، وبها تتابعُ الطيرُ،


(١) أخرجه أحمد ١٦/ ٧٠ (١٠٠١٤)، والنسائى في الكبرى (٧٧٥١)، وابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٢٦٨ (٧١٤١) من طريق سفيان به وأخرجه البخارى (٧٤٠٤) من طريق الأعمش به.
(٢) في ص، ت ١: "ذلك".
(٣) في م: "تنتج"، وفي ت ١: "تنوح"، وكذا رسمت في ص ولكن غير منقوطة. وثاجت البقرة تثاج وتثوج: صوتت، وأما النَّأج، فيقال: نأج الثور ينتج وينأج: صاح. انظر اللسان (ث و ج)، (ن أ ج).