للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ريحَك. فيقولُ: كذلك كنتَ في الدنيا، أنا عملُك السيئُ، طالما ركِبْتَني في الدنيا، فأنا اليومَ أَرْكَبُك. وتلا: ﴿وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ﴾ (١).

حدَّثنا محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ المفضلِ، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ: ﴿وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ﴾: فإنه (٢) ليس مِن رجلٍ ظالمٍ يَموتُ فيَدْخُلُ قبرَه، إلا جاءه رجلٌ قبيحُ الوجهِ، أسودُ اللون، مُنْتِنُ الريح، عليه ثيابٌ دَيْسةٌ، حتى يَدْخُلَ معه قبرَه، فإذا رآه قال له: ما أَقْبَحَ وجهَك! قال: كذلك كان عملُك قبيحًا. قال: ما أَنْتَنَ ريحَك! قال: كذلك كان عملُك مُنْتِنًا. قال: ما أَدْنَسَ ثيابَك! قال: فيقولُ: إن عملَك كان دَنِسًا. قال: مَن أنت؟ قال: أنا عملُك. قال: فيكونُ مغه في قبرِه، فإذا بُعِث يومَ القيامةِ قال له: إنى كنتُ أَحْمِلُك في الدنيا باللذَّاتِ والشَّهَواتِ، فأنت اليومَ تَحْمِلُنى. قال: فيَرْكَبُ على ظهرِه، فيَسوقُه حتى يُدْخِلَه النارَ، فذلك قولُه: ﴿يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ﴾ (٣).

وأما قوله تعالى: ﴿أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ﴾. فإنه يعنى: ألا ساء الوِزْرُ الذي يَزِرون. أي: الإثم الذي يَأْثَمونه (٤) بربِّهم.

كما حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخْبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخْبَرنا معمرٌ، عن قتادةَ في قولِه: ﴿أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ﴾. قال: ساء ما يَعْمَلُونَ (٥).


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٩ إلى المصنف وابن أبي حاتم، وأخرج آخره ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٢٨١ (٧٢٢٨) من طريق أبي خالد عن عمرو بن قيس عن أبي مرزوق به.
(٢) في م: "قال".
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٢٨١ (٧٢٢٩) من طريق أحمد بن المفضل.
(٤) بعده في م: "كفرهم".
(٥) تفسير عبد الرزاق ١/ ٢٠٧ وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٢٨١ (٧٢٣٠) عن الحسن بن يحيى به.