للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كالذى حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفةَ، قال: ثنا شِبْلٌ، عن ابن أَبِي نَجيح، عن مُجاهِدٍ في قولِ اللَّهِ: ﴿فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ﴾. قال: رَخاءَ الدنيا ويُسْرَها على القرونِ الأولى (١).

حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخْبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أَخْبَرنا معمرٌ، عن قتادةَ في قولِه: ﴿فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ﴾. قال: يعنى الرخاءَ وسَعَةَ الرزقِ (٢).

حدَّثني محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ مفضلٍ، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ قولَه: ﴿فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ﴾. يقولُ: مِن الرزقِ (٣).

فإن قال لنا قائلٌ: وكيف قيل: ﴿فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ﴾. وقد علِمْتَ أَن بابَ الرحمةِ وبابَ التوبةِ لم يُفْتَحْ لهم، و (٤) أبوابٌ أُخَرُ غيرُه كثيرةٌ؟

قيل: إن معنى ذلك على غيرِ الوجهِ الذي ظنَنْتَ مِن معناه، وإنما معني ذلك: فتَحْنا عليهم؛ استدراجًا منا لهم أبوابَ، كلِّ ما كنا سدَدْنا عليهم بابَه، عندَ أخْذِنا إياهم بالبأساءِ والضراءِ؛ ليَتَضَرَّعوا، إذ لم يَتَضَرَّعُوا وترَكوا أمْرَ اللهِ تعالى ذكرُه. لأن آخرَ هذا الكلام مردودٌ على أولِه، وذلك كما قال تعالى ذكرُه في موضعٍ آخر من كتابه: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ


(١) تفسير مجاهد ص ٣٢١، ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ٢٩٠ (٧٢٨٥)، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٢٩٠ (٧٢٨٤) من طريق شبل به وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١١ إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وأبى الشيخ.
(٢) تفسير عبد الرزاق ١/ ٢٠٩، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٢٩٠ (٧٢٨٦) عن الحسن بن يحيى به.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٢٩١ (٧٢٩٠) من طريق أحمد به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور إلى أبي الشيخ.
(٤) سقط من: ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س.