للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبي طلحةَ، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا﴾. وقولَه: ﴿الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا﴾ [الأنعام: ١٥٩]. وقوله: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ﴾ [آل عمران:١٠٥]. وقولَه: ﴿أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾ [الشورى: ١٣]. ونحوَ هذا في القرآنِ. قال: أمر اللهُ المؤمنين بالجماعةِ، ونهاهم عن الاختلافِ والفُرْقةِ، وأَخْبَرَهم أنه إنما هلَك (١) مَن كان قبلَهم بالمِراءِ والخُصوماتِ في دينِ اللهِ ﷿ (٢).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابنِ جُرَيْجٍ، عن مُجاهدٍ قولَه: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا﴾. قال: يَسْتَهْزِئون بها. قال: نُهِي رسولُ اللهِ ﷺ أن يَقْعُدَ معهم إلا أن يَنْسَى، فإذا ذكر فَلْيَقُمْ، فذلك قولُه: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾.

قال ابنُ جُريجٍ: كان المشركون يَجْلِسون إلى النبيِّ ﷺ: يُحِبُّون أن يَسْمَعوا منه، فإذا سمِعوا اسْتَهْزَءوا، فنزَلَت: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ﴾ الآية (٣).

حدَّثنا ابنُ وكيعٍ، قال: ثنا أبي، قال: ثنا سفيانُ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا﴾. قال: يُكَذِّبون.


(١) في ص ت ١: "أهلك".
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٣١٤ (٧٤٢٦) من طريق أبي صالح به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢٠ إلى ابن المنذر.
(٣) تفسير مجاهد ص ٣٢٣. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٣١٥ (٧٤٣٣) من طريق يحيى، عن مجاهد، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢٠ إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر، وسيأتي قول ابن جريج بتمامه في ص ٣١٧.