للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبدِ اللهِ، قال: لمَّا نزَلَت هذه الآيةُ: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾.

شقَّ ذلك على أصحابِ رسولِ اللهِ ، وقالوا: أيُّنا لم يَلْبِسْ إيمانَه بظلمٍ؟ فقال النبيُّ : "ليس بذاك (١)، ألم تَسْمَعوا قولَ لُقْمانَ: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾؟ " (٢).

حدَّثنا ابنُ وكيعٍ، قال: ثنا جَرِيرٌ وابنُ إدْريسَ، عن الشَّيْبانيِّ، عن أبي بكرِ بنِ أبي موسى، عن الأسودِ بنِ هلالٍ، عن أبي بكرٍ: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾. قال: بشركٍ (٣).

حدَّثنا هنادٌ، قال: ثنا قَبيصةُ، عن يونُسَ بنِ أبي إسحاقَ، [عن أبي إسحاقَ] (٤)، عن أبي بكرٍ: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾. قال: بشركٍ (٥).

حدَّثنا هنادٌ، قال: ثنا وكيعٌ، عن سعيدِ بنِ عُبيدٍ الطائيِّ، عن أبي الأشعرِ العَبْديِّ، عن أبيه، أن زيدَ بنَ صُوحانَ سأَل سلمانَ، فقال: يا أبا عبدِ اللهِ، آيةٌ مِن كتابِ اللهِ قد بلَغَت مني كلَّ مَبْلَغٍ: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾، فقال سلمانُ: هو الشركُ باللهِ تعالى. فقال زيدٌ: ما يَسُرُّني بها أني لم أَسْمَعْها منك، وأن لي مثلَ كلِّ شيءٍ أَمْسَيْتُ أَمْلِكُه (٦).


(١) في م: "بذلك".
(٢) أخرجه البخاري (٤٧٧٦، ٦٩١٨) من طريق جرير به.
(٣) أخرجه الحاكم ٢/ ٤٤٠ من طريق عبد الله بن إدريس عن أبي إسحاق الشيباني به. وأخرجه إسحاق بن راهويه - كما في المطالب العالية (٣٩٧١) من طريق أبي بكر بن أبي موسى به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢٧ إلى الفريابي وابن أبي شيبة والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن المنذر وأبي الشيخ وابن مردويه.
(٤) سقط من: م، ت ١، ف.
(٥) أخرجه الحارث بن أبي أسامة - كما في المطالب العالية ٨/ ٥٦٦ (٣٩٧١) - من طريق أبي إسحاق به.
(٦) أخرجه البخاري في تاريخه ٩/ ٨ من طريق أبي الأشعر العبدي به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢٧ إلى المصنف والفريابي وعبد بن حميد وأبي الشيخ.