للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَلْبِسوا إيمانَهم بالشركِ. وقال: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾.

حدَّثنا نصرُ بنُ عليٍّ الجَهْضميُّ، قال: ثني أبي، قال: ثنا جَريرُ بنُ حازمٍ، عن عليِّ بن زيدٍ، عن ابن (١) المسيبِ، أن عمرَ بنَ الخطابِ قرَأ: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾. فلمَّا قرَأها فزِع، فأَتَى أبيَّ بنَ كعبٍ، فقال: يا أبا المُنذرِ، قرَأْتُ آيةً من كتابِ اللهِ، مَن يَسْلَمُ؟ فقال: ما هي؟ فقرَأَها عليه، فأَيُّنا لا يَظْلِمُ نفسَه؟ فقال: غفَر اللهُ لك، أما سمِعْتَ اللهَ تعالى يقولُ: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾؟ إنما هو: ولم يَلْبِسوا إيمانَهم بشركٍ (٢).

حدَّثنا ابنُ وَكيعٍ، قال: ثنا يزيدُ بنُ هارونَ، عن حمادِ بنِ سلمةَ، عن عليِّ بنِ زيدِ بن جُدْعانَ، عن يوسُفَ بنِ مِهْرانَ، عن ابنِ عباسٍ، أن عمرَ دخَل منزلَه فقرَأ في المصحفِ، فمرَّ بهذه الآيةِ: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾. [فَأَتَى أُبَيًّا] (٣) فأَخْبَرَه، فقال: يا أميرَ المؤمنين، إنما هو الشركُ (٤).

حدَّثني المثنى، قال: ثنا الحجاجُ بنُ المِنْهالِ، قال: ثنا حمادٌ، عن عليِّ بنِ زيدٍ، عن يوسُفَ بن مِهْرانَ، عن [ابن عباسٍ] (٥)، أن عمرَ بنَ الخطابِ كان إذا دخَل بيتَه نشَر المصحفَ فقرَأه، فدخَل ذات يومٍ فقرَأ، فأتَى على هذه الآيةِ: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾. فانْفَتَل (٦)، وأَخَذ


(١) سقط من النسخ، والمثبت من مصدر التخريج.
(٢) أخرجه الحاكم ٣/ ٣٠٥ من طريق حماد بن زيد عن علي به.
(٣) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف: "فأتاه أبي".
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢٧ إلى ابن المنذر وابن مردويه.
(٥) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف: "ابن مهران"، وفي م: "مهران". وينظر تهذيب الكمال ٣٢/ ٤٦٣، والأثر السابق.
(٦) في م: "فاشتغل"، وفي ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف: "فاستفل"، كذا رسمت في ص إلا أنها غير منقوطة، وفي الدر المنثور: "فانتقل". والمثبت من تحقيق الشيخ شاكر، وانفتل: انصرف.