للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في جميعِهم، وربما جاء الواحدُ منهم (١) مهموزًا، كما قال الشاعرُ (٢):

فلستَ بجنِّيٍّ (٣) ولكنْ مَلْأَكًا (٤) … تحدَّر من جوِّ السماءِ يَصُوبُ

وقد يقالُ في واحدِهم: مألكٌ. فيكونُ ذلك مثلَ قولِهم: جبَذ وجذَب، وشَأْمَلَ وشمْأَل (٥). وما أشبهَ ذلك من الحروفِ المقلوبةِ (٦)، غيرَ أن الذي يجبُ إذا سُمِّيَ واحدُهم: مألكٌ (٧)، أن يُجمَعَ إذا جُمِعَ على ذلك: مآلكُ، ولستُ أحفظُ جمعَهُم كذلك سماعًا، ولكنهم قد يَجمعون: ملائِكُ، وملائِكةٌ، كما يُجْمَعُ أشعثُ: أشاعثُ وأشاعِثةٌ، ومِسْمَعٌ: مَسامعُ ومَسامِعَةٌ. قال أميةُ بنُ أبي الصَّلْتِ في جمعِهم كذلك (٨):

وفيها مِنْ عبادِ اللهِ قومٌ … ملائِكُ ذُلِّلوا وهُمُ صِعابُ

وأصلُ الملأكِ (٩) الرسالةُ، كما قال عديُّ بنُ زيدٍ العِبَادِيُّ (١٠):


(١) سقط من: ص، ر، م، ت ١، ت ٢.
(٢) تقدم تخريج البيت في ص ٣٥٠.
(٣) في م: "لإنسى".
(٤) في م: "لملأك".
(٥) في ص: "شمل".
(٦) قلب الشيْء: حوله ظهرًا لبطن. والقلب المكاني باب من أبواب التصريف، يقع فيه تقديم بعض حروف الكلمة على بعض، وأكثر ما يتفق القلب في المعتل والمهموز، وأكثر ما يكون بتقديم الآخر على متلوّه. وأنواعه كثيرة. ينظر التاج (ق ل ب)، وفهارس سيبويه، وفهارس المقتضب، والخصائص ٢/ ٨٨، وشرح الرضى على الشافية ١/ ٢١ فما بعدها. وينظر أيضًا القلب والإبدال لابن السكيت نشرة هفنر؛ ضمن مجموعة الكنز اللغوي.
(٧) في ص: "ملك".
(٨) ديوانه ص ٦٢.
(٩) في ص: "الملك".
(١٠) البيت في الأغاني ٢/ ١١٤، والعقد الفريد ٥/ ٢٦١، وكتاب ليس في كلام العرب لابن خالويه =