للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ليَجْتَمِعَ ما فيه، ومنه قولُ الشاعرِ (١):

تَرَى السَّفيهَ به عن كلِّ مُحْكَمةٍ … زَيْغٌ وفيه إلى التَّشْبِيهِ إصْغَاءُ

ويقالُ للقمرِ إذا مال للغُيوبِ: صغا وأصْغَى.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني المثنى، قال: ثنا عبدُ اللهِ بنُ صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن عليِّ بنِ أبي طلحةَ، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ﴾. يقولُ: تَزِيغَ (٢) إليه أفئدةٌ (٣).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابنِ جُرَيْجٍ، قال: قال ابنُ عباسٍ في قولِه: ﴿وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ﴾. قال: لِتَمِيلَ (٤).

حدَّثني محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ المفضلِ، قال: ثنا أسْباطُ، عن السدِّي: ﴿وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ﴾. يقولُ: تَمِيلَ إليه قلوبُ الكفارِ ويُحِبُّونه، ويَرْضَوْن به (٥).


(١) تفسير القرطبي ٧/ ٦٩، واللسان (ص غ ى)، والبحر المحيط ٤/ ٢٠٥، وفي تفسير القرطبي واللسان: مكرمة بدلا من: محكمة.
(٢) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف: "ترجع".
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٤٠ إلى المصنف وابن المنذر وأبي الشيخ، وسيأتي بقية الأثر في الصفحة القادمة.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٣٧٣ (٧٧٩٦) من طريق الضحاك، عن ابن عباس، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٤٠ إلى ابن المنذر.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٣٧٣ عقب الأثر (٧٧٩٦) من طريق عمرو بن حماد، عن أسباط به، وفي ٤/ ١٣٧٣ (٧٧٩٩، ٧٨٠٠) من طريق أحمد بن مفضل به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٤٠ إلى أبي الشيخ.