للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَإِيَّاهُمْ﴾.

يعني تعالى ذكرُه بقولِه: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ﴾: ولا تَئِدوا أولادَكم فتَقْتُلوهم من خَشْيةِ الفقرِ على أنفسِكم بنَفَقاتِهم (١)؛ فإن اللهَ هو رازقُكم وإياهم، ليس عليكم رزقُهم فتَخافُوا بحياتِهم على أنفسِكم العجزَ عن أرزاقِهم وأقْواتِهم.

والإمْلاقُ مصدرٌ مِن قولِ القائلِ: أمْلَقْتُ من الزادِ، فأنا أُمْلِقُ إملاقًا. وذلك إذا فني زادُه، وذهَب مالُه وأفْلَس.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني المثنى، قال: ثنا عبدُ اللهِ بنُ صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ﴾: الإملاقُ الفقرُ، قتَلوا أولادَهم خشيةَ الفقرِ (٢).

حدَّثنا بشرُ بنُ معاذٍ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ في قولِه: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ﴾. أى: خشيةَ الفاقةِ (٣).

حدَّثني محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ المفضلِ، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ﴾. قال: الإملاقُ الفقرُ (٤).


(١) فى ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف: "شفقا بهم".
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٤١٤ (٨٠٥٩) من طريق أبي صالح به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٥٥ إلى ابن المنذر وابن مردويه.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٤١٥ (٨٠٦٠) من طريق شيبان، عن قتادة مطولًا، وعزاه السيوطى في الدر المنثور ٣/ ٥٤، ٥٥ إلى عبد بن حميد وأبى الشيخ.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٤١٥ عقب الأثر (٨٠٦٠) من طريق عمرو بن حماد، عن أسباط به.