للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السديِّ: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾: أما ﴿مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾: فزَوانى الحَوانيتِ، وأما ﴿مَا بَطَنَ﴾: فما خفِى (١).

حُدِّثْتُ عن الحسينِ بنِ الفرجِ، قال: سمِعْتُ أبا معاذٍ يقولُ: ثنا عُبيدُ بنُ سليمانَ، عن الضحاكِ قولَه: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾: كان أهلُ الجاهليةِ يَسْتَسِرُّون بالزنى، ويَرَوْن ذلك حلالًا ما كان سرًّا، فحرَّم اللهُ السرَّ منه والعَلانِيَةَ، ﴿مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾. يعني: العَلانيةَ، ﴿وَمَا بَطَنَ﴾. يعنى: السرَّ (٢).

حدَّثني المثنى، قال: ثنا عبدُ اللهِ بنُ صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن عليِّ بنِ أبى طلحةَ، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾. قال: كانوا فى الجاهليةِ لا يَرَوْن بالزنى بأسًا في السرِّ، ويَسْتَقْبِحونه في العَلانيةِ، فحرَّم اللهُ الزنى فى السرِّ والعلانيةِ (٣).

وقال آخَرون في ذلك بمثلِ الذي قلنا فيه.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرُ بنُ معاذٍ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾: سرَّها وعلانِيتَها (٤).

حدَّثني محمدُ بنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا محمدُ بنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٤١٦ عقب الأثر (٨٠٦٦) من طريق عمرو بن حماد عن أسباط به.
(٢) ينظر التبيان ٤/ ٣١٥.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٤١٦، ١٤٦٩ (٨٠٦٦، ٨٤١١) من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح به، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٣/ ٥٥ إلى ابن المنذر وابن مردويه.
(٤) ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٤١٦ عقب الأثر (٨٠٦٦) معلقا، وعزاه السيوطى في الدر المنثور ٣/ ٥٤، ٥٥ إلى عبد بن حميد وأبى الشيخ.