للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلْ للعادِلِين باللهِ الأوثانَ والأصنامَ من قومِك: هذه الأمورُ التي ذكَرْتُ لكم في هاتين الآيتين، هي الأشياءُ التي عهِد إلينا ربُّنا، ووصَّاكم بها ربُّكم، وأمرَكم (١) بالعملِ بها، لا بالبَحائرِ (٢) والسَّوائبِ والوَصائلِ والحامِ، وقتل الأولادِ، ووَأْدِ البناتِ، واتِّباعِ خُطُواتِ الشيطانِ. ﴿لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾. يقولُ: أَمَرَكم بهذه الأمورِ التي أمَرَكم بها في هاتين الآيتين، ووصَّاكم بها، وعهِد إليكم فيها؛ لتَتَذَكَّروا عَواقبَ أمرِكم، وخطأَ ما أنتم عليه مُقِيمون، فتَنْزَجِروا عنها، وتَرْتَدِعوا وتُنِيبوا إلى طاعةِ ربِّكم.

وكان ابن عباسٍ يقولُ: هذه الآياتُ من الآياتُ المُحْكَماتُ.

[حدَّثنا ابن وَكيعٍ، قال: ثنا أبي، عن عليّ بن (٣) صالحٍ، عن أبي إسحاقَ، عن عبدِ اللهِ بن قيسٍ عن ابن عباسٍ، قال: من الآياتُ المُحْكَماتُ] (٤)؛ قولُه: ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾ (٥).

حدَّثنا محمدُ بنُ المثنى، ومحمدُ بنُ بشارٍ، قالا: ثنا وهبُ بنُ جريرٍ، قال: ثنا أبي، قال: سمِعْتُ يحيى بنَ أيوبَ يُحَدِّثُ عن يزيدَ بن أبي حَبيبٍ، عَن مَرْثَدِ (٦) بن عبدِ اللهِ، عن عُبيدِ اللهِ بن عديِّ بن الخيَارِ، قال: سمِع كعبُ الأحبارِ رجلًا يَقْرَأُ:


(١) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف: "أمرهم".
(٢) في ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف: "بالبحيرة".
(٣) بعده في ص، م، ت ٢، ت ٣، س، ف: "أبي". والمثبت من تفسير ابن أبي حاتم والمستدرك ٢/ ٢٨٨. وينظر تهذيب الكمال ٢٠/ ٤٦٤.
(٤) سقط من: ت ١.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٤١٤ (٨٠٥٧) من طريق وكيع به، وأخرجه الحاكم ٢/ ٢٨٨ من طريق على بن صالح به. وأخرجه سعيد بن منصور في سننه (٤٩٣ - تفسير) وأبو داود في ناسخه - كما في تهذيب الكمال ١٥/ ٤٥٨ - وابن أبي حاتم ٢/ ٥٩٢ (٣١٦٨) من طريق أبي إسحاق به. وأخرجه الحاكم أيضا ٢/ ٣١٧ من طريق أبي إسحاق، لكن عن عبد الله بن خليفة - لا ابن قيس - عن ابن عباس. وينظر ما تقدم في ٥/ ١٩٣.
(٦) في ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف: "يزيد". ينظر تهذيب الكمال ٣٢/ ١٠٢.