للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن أبي بكرٍ، عن الحسنِ، عن أُبَيِّ بن كعبٍ، قال: قال رسولُ اللَّهِ : "كان آدمُ كأَنه نَخْلَةٌ سَحُوقٌ (١)، كثيرُ شعَرِ الرأسِ، فلمَّا وقَع بالخَطيئةِ بدَت له عورتُه، وكان لا يَراها، فانْطَلَق فارًّا، فعرَضَت (٢) له شجرةٌ، فحبَسَتَه بشعرِه، فقال لها: أرْسِلِيني. قالت (٣): لسْتُ بمُرْسِلتِك. فناداه ربُّه: يا آدمُ، أمنِّي تَفِرُّ؟ قال: لا [يا ربِّ] (٤)، ولكنى أسْتَحْيِيك (٥) ".

حدَّثني المثنى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: حدَّثنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخْبرَنا سفيانُ بنُ عيينةَ وابنُ مباركٍ، عن الحسنِ بن (٦) عُمارةَ، عن المِنْهالِ بن عمرٍو، عن سعيدِ بن جبيرٍ، عن ابن عباسٍ، قال: كانت الشجرةُ التي نهَى اللَّهُ عنها آدمَ وزوجتَه السُّنْبُلةَ، فلمَّا أكَلا منها بدَت لهما سوءاتُهما، وكان الذي وارَى عنهما مِن سوءاتِهما أظفارُهما، ﴿وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ﴾ ورقِ التِّينِ، يُلْزِقان (٧) بعضَها إلى بعضٍ، فانْطَلَق آدمُ مُوَلِّيًا في الجنةِ، فأخَذَت برأسِه شجرةٌ مِن الجنةِ، فناداه [اللَّهُ: يا] (٨) آدمُ، أمنى تَفِرُّ؟ قال: لا، ولكنى أسْتَحْيِيك يا ربِّ، قال: أما


(١) النخلة السحوق: الطويلة التي بعُد ثمرها عن المجتني. النهاية ٢/ ٣٤٧.
(٢) في ص، م، س: "فتعرضت". وفى ت ١، ت ٢، ت ٣، ف: "تعرضت".
(٣) في ص م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف: "فقالت".
(٤) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف.
(٥) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف: "استحيتك".
والحديث أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٨٧، ٥/ ١٤٥١، ١٤٥٣ (٣٨٨، ٨٢٩٩، ٨٣٠٨)، من طريق الحسن به، وأخرجه الحاكم ٢/ ٢٦٢، وابن عساكر ٧/ ٤٠٥ من طريق الحسن عن عُتَى بن ضمرة، عن أبيّ به.
وأخرجه أبو الشيخ في العظمة ص ٣٧٢ (١٠٣١) من طريق محمد بن ميمون، عن الحسن، عن أبيّ بن كعب به. فذكره بنحوه، وفيه زيادة، وذكره ابن كثير في تفسيره ٣/ ٣٩٣، وقال: وقد رواه ابن جرير، وابن مردويه من طرق عن الحسن، عن أبي بن كعب، عن النبي والموقوف أصح إسنادًا.
(٦) في م: "عن".
(٧) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف: "يلصقان".
(٨) في الأصل، ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، ف: "أين".