للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مثلَه.

والصوابُ مِن القولِ في تأويلِ ذلك عندى أن يقالَ: إن الله تعالى ذكرُه حذَّر عبادَه أن يَفْتِنَهم الشيطانُ كما فتَن أبويهم آدمَ وحواءَ، وأن يُجَرِّدَهم مِن لباسِ اللهِ الذي أنْزَله إليهم، كما نزَع عن أبويهم لباسَهما. واللباسُ المطلقُ مِن الكلام بغيرِ إضافةٍ إلى شيءٍ في مُتعَارَفِ الناسِ هو ما اجتابَ (١) فيه اللابسُ مِن أنواع الكُسَى (٢)، أو غطَّى بدنه أو بعضَه به (٣).

وإذ كان ذلك كذلك، فالحقُّ أن يقال: إن الذي أَخْبَرَ اللَّهُ عن آدمَ وحواءَ مِن لباسِهما الذي نزَعه عنهما الشيطانُ هو بعضُ ما كانا يُوارِيان به أبدانَهما وعورتَهما. وقد يَجوزُ أن يكون ذلك كان [ظُفُرًا، ويَجوزُ أن يكونَ ذلك كان] (٤) نورًا، ويَجوزُ أن يكونَ كان (٥) غيرَ ذلك، ولا خبر عندَنا بأيِّ ذلك كان (٥) تَنْبُتُ به الحَجَّةُ فلا قولَ في ذلك أصوبُ مِن أن يقالَ كما قال اللهُ: ﴿يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا﴾.

وأضاف جلَّ ثناؤُه إلى إبليسَ إخراجَ آدمَ وحواءَ مِن الجنةِ، ونْزَع ما كان عليهما مِن اللباسِ، عنهما، وإن كان اللهُ جلَّ ثناؤُه هو الفاعلَ ذلك بهما عقوبةً على معصِيتِهما إياه، إذ كان الذي كان منهما من (٥) ذلك كان (٦) عن تسبيبِه (٧) ذلك لهما


(١) في م ت ١، ت ٢ ت ٣ س ف: "اختار"، وهكذا في ص ولكن من غير نقط.
(٢) في م: "الكساء".
(٣) سقط مِن: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف.
(٤) سقط مِن: الأصل.
(٥) في ص م ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف: "في".
(٦) سقط مِن: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف.
(٧) في ص ف: "تسببه"، وفى م س "تشبيه".