للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: ثنا قتادةُ، عن عكرمة في قوله: (حتى يَلجَ الجُمَّلُ في سَمِّ الخياطِ) قال: الحبلُ الغليظُ في خَرْقِ الإبرة.

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: (حتى يَلجَ الجُمَّلُ في سَمِّ الخياطِ) قال: حبلُ السفينة في سَمِّ الخياط (١).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابن جُريجٍ، قال: قال عبد الله بن كثيرٍ (٢): سمِعْتُ مجاهدًا يقولُ: الحبلُ مِن حبالِ السفنِ.

وكأَنَّ مَن قرأ ذلك بتخفيف الميم وضمِّ الجيم، على ما ذكرنا عن سعيد بن جبيرٍ، على (٣) مثال الصُّرَدِ والجُعَل، وجَّهه إلى جماع جملةٍ من الحبال جُمعت جُمَلا، كما تُجمَعُ الظُّلمةُ ظُلَمًا، والحربةُ حُربًا.

وكان بعضُ أهل العربيةِ يُنْكِرُ التشديد في الميم، ويقولُ: إنما أراد الراوى الجُمَل بتخفيف الميم، فلم يُفهم ذلك منه، فشدَّده.

وحُدِّثْتُ عن الفَرَّاءِ، عن الكسائيِّ، أنه قال: الذي رواه عن ابن عباسٍ كان أعجميًّا.

وأما من شدَّد الميم وضمَّ الجيم، فإنه وجَّهه إلى أنه اسمُ واحدٍ، وهو الحبلُ أو الخيطُ الغليظُ.

والصوابُ من القراءة في ذلك عندنا ما عليه قرأةُ الأمصار، وهو: ﴿حَتَّى يَلِجَ


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٨٤ إلى المصنف وعبد بن حميد وأبى الشيخ.
(٢) في الأصل: "كبير".
(٣) في الأصل: "قال".