للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلا معه حبلٌ وعصًا، ﴿فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ﴾. يقولُ: فرَّقوهم (١)، ﴿فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى﴾ (٢).

حدَّثني عبدُ الكريمِ، قال: ثنا إبراهيمُ بنُ بشارٍ، قال: ثنا سفيانُ، قال: ثنا أبو سعدٍ، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ، قال: أَلْقَوا حبالًا غِلاظًا وخُشُبًا طُوالًا. قال: فأقبلت تُخَيَّلُ إليه مِن سِحرِهم أنها تسعى (٣).

حدَّثنا ابن حُميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن ابن إسحاقَ، قال: صَفَّ خمسةَ عشرَ ألفَ ساحرٍ، مع كلِّ ساحرٍ حبالُه وعِصِيُّه، وخرَج موسى معه أخوه يتَّكئُ على عصاه حتى أتى الجمْعَ، وفرعونُ في مجلسِه مع أشرافِ أهلِ مملكتِه، ثم قال السحرةُ: ﴿يَامُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (٦٥) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ [يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى] (٤)[طه: ٦٥، ٦٦]. . فكان أولَ ما اختطفوا بسحرِهم بصرُ موسى وبصرُ فرعونَ، ثم أبصارُ الناس بعدُ، ثم ألقى كلُّ رجلٍ منهم ما في يدِه منِ العِصِيِّ والحبالِ، فإذا هي حياتٌ كأمثالِ الجبالِ، قد مَلاتِ الوادىَ يركَبُ بعضُها بعضًا، ﴿فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى﴾، وقال: واللَّهِ إِن كانت لعِصِيًّا في أيديهم، ولقد عادت حياتٍ، وما تعدو عصائىَ (٥) هذه؟ أو كما حدَّثَ (٦) نفسَه (٧).


(١) فرقوهم: أفزعوهم وروَّعوهم. اللسان (ف ر ق).
(٢) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٤١٣ مطولًا. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٥٣٥، ٨/ ٢٧٦٤، ٢٧٦٦ (٨٨٠٠، ١٥٦٢٥، ١٥٦٣٧) من طريق عمرو بن حماد به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٠٦ إلى أبي الشيخ.
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٠٦ إلى المصنف.
(٤) سقط من: النسخ. والمثبت من مصدر التخريج.
(٥) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف.
(٦) بعده في الأصل، ف: "عن".
(٧) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٤٠٨، ٤٠٠٩ من قول وهب بن منبه.