للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والصوابُ مِن القولِ في ذلك عندى ما قاله ابن عباسٍ، على ما رواه عنه أبو ظَبْيانَ، أنه أمرٌ مِن أمرِ (١) الله طاف بهم، وأنه مصدرٌ مِن قولِ القائلِ: طاف بهم أمرُ اللهِ، يطوفُ طوفانًا. كما يقالُ: نقَص هذا الشيءُ يَنقُصُ نُقْصانًا. وإذا كان ذلك كذلك، جاز أن يكونَ الذي طاف بهم المطرَ الشديدَ، وجاز أن يكونَ الموتَ الذريعَ. ومن الدلالةِ على أن المطرَ الشديدَ قد يُسمَّى طوفانًا، قولُ الحسن (٢) بن عُرفُطةَ (٣):

غَيَّر الجِدَّةَ من عِرْفانِهِ (٤) … خِرَقُ (٥) الريحِ وطُوفانُ المطرْ

ويُرْوى:

* خُرُقُ الريحِ بطوفانِ المطرْ *

وقولُ الراعى (٦):

تُضْحِى إذا العيسُ أدْرَكنا نكائثَها (٧) … خَرْقاءَ يَعْتادُها الطوفانُ والزُّؤُدُ (٨)

وقولُ أبي النجمِ (٩):

قد (١٠) مَدَّ طُوفانٌ فبَثَّ مَدَدَا

شهرًا شآبيبَ (١١) وشهرًا بَرَدَا


(١) سقط من: ص، م، ف.
(٢) كذا في النسخ، وهو كذلك في نسخة من البيان والتبيين ٣/ ٢٤٩، واللسان (ك و ن)، وهو حسيل، ويقال: حسين. ينظر نوادر أبي زيد ص ٧٧، والبيان والتبيين ٣/ ٢٤٩، والإصابة ٢/ ٧٦.
(٣) نوادر أبي زيد ص ٧٧، والمنصف شرح التصريف ٢/ ٢٢٨، ولم ينسبه في المنصف.
(٤) في م: "آياتها".
(٥) الخرق: القِطَع من الريح، واحدتها خِرْقة. النوادر الموضع السابق.
(٦) ديوانه ص ٨٦.
(٧) سقط من: ت ١، س، ف، ونكيثة البعير: أقصى مجهوده في السير. اللسان (ن ك ث).
(٨) في ص، ت ١، س، ف: "الرود"، والزؤد: الفزع. اللسان (ز أ د).
(٩) ليس في الديوان، وهو في التبيان للطوسى ٤/ ٥٢١.
(١٠) في الأصل: "و".
(١١) الشآبيب: الدفعات من المطر. اللسان (ش أ ب).