للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ﴾: من الحلالِ والحرامِ (١).

حدَّثني الحارثُ، قال: ثنا عبدُ العزيزِ، قال: ثنا أبو سعدٍ، قال: سمِعت مجاهدًا يقولُ في قولِه: ﴿وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ﴾. قال: ما أُمِروا به ونُهوا عنه.

حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبى، قال: ثنى عمِّى، قال: ثنى أبى، عن أبيه، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ﴾. قال عطيةُ: أخبَرنى ابن عباسٍ أن موسى الطَّيِّبَ لمّا كرَبه الموتُ قال: هذا مِن أجلِ آدمَ، قد كان اللَّهُ جعلنا في دارِ مثوًى لا نموتُ، فخطأُ آدمَ أنزَلنا ههنا. فقال اللَّهُ لموسى: أبعَثُ إليك آدمَ فتخاصِمَه؟ قال: نعم. فلما بعَث اللَّهُ آدمَ سأله موسى، فقال أبونا آدمُ: يا موسى سألتَ اللَّهَ أن يبعثَني لك؟ قال موسى: لولا أنتَ لم نكن ههنا. قال له: آدمُ: أليسَ قد آتاك اللَّهُ مِن كلِّ شيءٍ موعظةً وتفصيلًا؟ أفلستَ تعلمُ أنه ما أصاب في الأرضِ مِن مُصيبةٍ ولا في أنفسِكم إلا في كتابٍ مَن قبلِ أن نبرَأها؟ قال موسى: بلى. فخصَمه آدمُ صلى الله عليهما (٢).

حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبَرنا (٣) عبدُ الصمدِ بن معقلٍ، أنه سمِع وَهْبًا يقولُ في قولِه: ﴿وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ﴾. قال: كُتب له (٤): لا تُشركْ بى شيئًا مِن أهلِ السماءِ ولا مِن أهلِ الأرضِ، فإن كلَّ ذلك خَلْقِى، ولا تحلِفْ باسمى كاذِبًا، فإن مَن


(١) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٤٢٣ من طريق أسباط، عن السدى، عن عكرمة، عن ابن عباس.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٢١ إلى المصنف.
(٣) بعده في ص، ت ١، س، ف: "معمر عن". وينظر تهذيب الكمال ١٨/ ٥٢، ٢٨/ ٣٠٣.
(٤) بعده في الأصل: "أن".