للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: فارْجِعْ إلى ربِّك فاسْأَله. فرجَع الملَكُ إلى ربِّه، فقال: ما لَكَ؟ قال: يا ربِّ، رجَعتُ إليك لِمَا كنتُ أعلمُ مِن تَكْرِمَتِكَ إيَّاه. قال الله: ارجِعْ فأَخْبِرْه أنه قد أعطَى ابنه داودَ أربعين سنةً (١).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابن جُريجٍ، عن الزبير بن موسى، عن سعيدِ بن جُبيرٍ، عن ابن عباسٍ، قال: إن الله ضرَب مَنْكِبَه الأيمنَ، فخرَجتْ كلُّ نفسٍ مخلوقةٍ للجنةِ بيضاءَ نقيةً، فقال: هؤلاء أهلُ الجنةِ. ثم ضرَب مَنْكِبَه الأيسرَ، فخرَجتْ كلُّ نفسٍ مخلوقةٍ للنارِ سوداءَ، فقال: هؤلاء أهلُ النارٍ. ثم أخَذ عهودَهم على الإيمانِ والمعرفةِ له ولأمره، والتصديقِ به وبأمره، بنى آدم كلِّهم، فأَشْهَدهم على أنفسِهم، فآمَنوا وصدَّقوا، وعرَفوا وأقَرُّوا، وبلَغَنى أنه أَخرَجَهم على كفِّه أمثالَ الخَرْدَلِ. [قال ابن جُريجٍ، عن مجاهدٍ، قال] (٢): إن الله لمَّا أخرجَهم قال: يا عبادَ الله، أجِيبُوا الله - والإجابةُ الطاعةُ - فقالوا: أَطَعنا، اللهم أطَعنا (٣)، اللهم لبَّيك. قال: فأعطاها إبراهيم في المناسكِ: لبَّيك اللهم لبَّيك. وقال: ضرَب متن آدمَ حينَ خلَقه. قال: وقال ابن عباسٍ: خلق آدمَ، ثم أخرَج ذريتَه من ظهرِه مثل الذُّرِّ، فكلَّمهم، ثم أعادهم في صلبه، فليس أحدٌ إلا وقد تَكلَّم فقال: رَبِّيَ اللَّهُ. فقال: وكلُّ خَلْقٍ خَلَق [وهو] (٤) كائنٌ إلى يوم القيامةِ، وهي الفِطرةُ التي فطَر الناسَ عليها. قال ابن جُريجٍ: قال سعيدُ بنُ جبيرٍ: أخَذ الميثاقَ عليهم بنَعْمَانَ - ونَعْمانُ مِن وراءِ عرَفةَ - أن يَقُولوا يومَ القيامة: ﴿إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ﴾؛ عن الميثاق الذي أخَذ عليهم (٥).


(١) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ١٥٦.
(٢) في الرد على الجهمية: "قال مجاهد عن ابن عباس".
(٣) بعده في م، ت ١، ت ٢، س، ف: "اللهم أطعنا".
(٤) في م: "فهو".
(٥) أخرجه ابن منده في الرد على الجهمية (٣٥) من طريق حجاج به دون قول سعيد بن جبير. وأخرجه =