للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويعنى بقولِه: ﴿لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا﴾: ليَأْوِىَ إليها لقضاءِ الحاجةِ ولَذَّتِهِ. ويعنى بقولِه: ﴿فَلَمَّا تَغَشَّاهَا﴾: فَلَمَّا تَدَثَّرَها لقضاءِ حاجَتِه منها، فقضَى حاجتَه منها، ﴿حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا﴾. وفى الكلامِ محذوفٌ تُرِك ذكرُه استغناءً بما ظَهَر عما حُذِفَ (١)، وذلك قولُه: ﴿فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ﴾. وإنَّما الكلامُ: فلمَّا تَغَشَّاها فقضَى حاجتَه منها حَمَلَتْ. وقولُه: ﴿حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا﴾. يعنى بخِفَّةِ الحمْلِ الماءَ الذي حَمَلَتْه حواءُ في رَحِمها مِن آدمَ، أَنَّه كان حَمْلًا خفيفًا، وكذلك هو حملُ المرأةِ ماءَ الرجلِ؛ خفيفٌ عليها. وأمَّا قولُه: ﴿فَمَرَّتْ بِهِ﴾. فإنه يعنِى: اسْتَمَرَّت بالماءِ؛ قامتْ به وقعَدتْ، وأَتَمَّت الحملَ.

كما حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا أبو أسامةَ، عن أبي عُميرٍ، عن أيوبَ، قال: سألتُ الحسنَ عن قولِه: ﴿حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ﴾. قال: لو كنتَ امْرَأً عربيًّا لَعَرَفتَ ما هي، إنما هي: فاسْتَمَرَّتْ به (٢).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ﴾: اسْتَبَان حَمْلُها (٣).

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿فَمَرَّتْ بِهِ﴾. قال: اسْتَمَرَّ حملُها (٤).

حدَّثني موسى، قال: ثنا عمرٌو، قال: ثنا أسباطُ، عن السُّدِّيِّ قولَه: ﴿حَمَلَتْ


(١) في ص، ت ١، س، ف: "يحذف".
(٢) ذكره ابن كثير في تفسيره ٣/ ٥٢٨ عن أيوب به نحوه، وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/ ٢٤٨ عن معمر عن الحسن، وعزاه السيوطي نحوه في الدر المنثور إلى أبى الشيخ.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٦٣١ من طريق يزيد به.
(٤) تفسير مجاهد ص ٣٤٨، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٦٣٢ من طريق ابن أبي نجيح به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٥٢ إلى عبد بن حميد وأبى الشيخ.