للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: ثنا ابن عُلَيَّةَ، عن سليمانَ التَّيْميِّ، عن أبي العلاءِ بن الشِّخِّيرِ، عَن سَمُرَةَ بن جُندُبٍ، قال: سَمَّى آدمُ ابنَه عبدَ الحارثِ (١).

حدَّثنا ابن حُميدٍ، قال: ثنا سَلَمةُ، عن ابن إسحاقَ، عن داودَ بن الحُصَينِ، عن عكرمةَ، عن ابن عباسٍ، قال: كانت حواءُ تَلِدُ لآدمَ، فتُعَبِّدُهم للَّهِ، وتُسَمِّيه عبدَ اللَّهِ، وعُبَيدَ الله، ونحوَ ذلك، فيُصيُبهم الموتُ، فأتاها إبليسُ وآدمَ، فقال: إنكما لو تُسَمِّيانِه بغيرِ الذي تُسمِّيانه لَعاش. فوَلَدَتْ له رجلًا، فسمَّاه عبدَ الحارثِ، ففيه أَنْزَل اللَّهُ : ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾. إلى قولِه: ﴿جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا﴾. إلى آخرِ الآيةِ (٢).

حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبى، قال: ثنى عمى، قال: ثنى أبى، عن أبيه، عن ابن عباسٍ قولَه في آدمَ: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾. إلى قولِه: ﴿فَمَرَّتْ بِهِ﴾: فشَكَّتْ أَحَبِلَتْ أم لا، ﴿فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا﴾ الآية. فأتاهما الشيطانُ فقال: هل تَدْرِيان ما يُولَدُ لكما، أم هل تَدْرِيان ما يكونُ، أبهيمةً يكونُ (٣) أم لا؟ وزَيَّن لهما الباطلَ، إنه غَوِيٌّ مُبِينٌ. وقد كانتْ قبلَ ذلك وَلَدَتْ ولدَيْنِ فماتا، فقال لهما الشيطانُ: إِنَّكما إن لم تُسَمِّياه بى لم يَخْرُجْ سَوِيًّا ومات كما مات الأَوَّلانِ. فسَمَّيا ولدَهما عبدَ الحارثِ، فذلك قولُه: ﴿فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا﴾ الآية (٤).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنا حجاجٌ، عن ابن جُريجٍ، قال: قال


(١) ذكره ابن كثير في تفسيره ٣/ ٥٢٩ نقلا عن المنصف، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٥١ إلى عبد بن حميد وابن مردويه.
(٢) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ١٤٨، ١٤٩ بهذا الإسناد، وذكره ابن كثير في تفسيره ٣/ ٥٣٠ عن ابن إسحاق به.
(٣) سقط من: ف. وفى م: "تكون".
(٤) ذكره ابن كثير في تفسيره ٣/ ٥٣٠ عن العوفى به، وقد تقدم طرف منه في ص ٦١٩.