للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طائفٌ من الشيطان.

وإنما هذا خبرٌ من الله عن فريقَى الإيمان والكفرِ؛ بأن فريق الإيمان، وأهل تقوى الله إذا استزلَّهم الشيطان تذكَّروا عظمة الله وعقابه، فكفتهم رهبته عن معاصيه، وردَّتْهم إلى التوبة والإنابة إلى الله مما كان منهم من زلَّةٍ، وأن فريق الكافرين يَزيدُهم الشيطانُ غيًّا إلى غيِّهم إذا ركِبوا معصيةً من معاصي الله، ولا يحجزهم (١) تقوَى اللَّهِ، ولا خوفُ المعادِ إليه عن التمادى فيها والزيادة منها، فهو أبَدًا في زيادة من ركوبِ الإثم، والشيطان يزيده أبدًا، لا يُقصرُ الإنسى عن [شيء من] (٢) ركوبِ الفواحش، ولا الشيطان من مدِّهِ منه.

كما حدَّثني المثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالحٍ، قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عباس قوله (٣): ﴿وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيَّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ﴾ قال: لا الإنسُ يُقصِرون عما يعملون من السيئاتِ، ولا الشياطينُ تُمسِكُ عنهم (٤).

حدثني محمد بن سعد، قال: ثنى أبي، قال: ثني عمِّي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: ﴿وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ﴾. يقولُ: هم الجنُّ يُوحون إلى أوليائِهم من الإنسِ ﴿ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ﴾. يقولُ: لا يسأمون (٥).


(١) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "يجحدهم".
(٢) سقط من: ص، ت ١، ت ٢، س، ف.
(٣) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، س.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٦٤٢ من طريق عبد الله بن صالح به، وهو جزء من الأثر المتقدم تخريجه في ص ٦٤٩.
(٥) في ت ١، س: "يسمون". وفى ت ٢ ف: "يسمعون". والأثر أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٦٤٢، ١٦٤٣ بهذا الإسناد مثله مفرقا، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٥٥ إلى أبى الشيخ وابن مردويه.